كشف تقارير أن ما وصفته بـ"نفط الظل" يشكل حصة مهمة من حجم التداولات الخفية، لسوق النفط في العالم.
ويعتبر العديد من خبراء الطاقة ومحللي سلاسل الإمداد أن هذا النشاط الخفي يزدهر مع تصاعد الصراعات الدولية، وخاصة في ظل فرض القيود والعقوبات الاقتصادية على دول منتجة للنفط.
وتفاقمت الظاهرة بصورة آخذة في التصاعد منذ أن فرضت الولايات المتحدة وأوروبا، عقوبات متزايدة على روسيا في أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا، وما تلا ذلك من قيود على قطاع النفط والغاز الروسي، وتحديد الاتحاد الأوروبي سعراً أعلى عند 60 دولاراً لبرميل النفط الروسي.
وفي ظل هذه الوضعية الدولية، لاحظ العديد من محللي خطوط الشحن الدولي تزايد نشاط السفن الغامضة المرتبطة بنقل النفط باتجاه الموانئ الآسيوية، وخاصة نحو الصين والهند وماليزيا.
ونشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مؤخراً تحليلاً لكبيرة محللي أسواق النفط والشحن في شركة ليدز ميشيل وايز بوكمان، أشارت فيه إلى أن من أبرز العوامل التي زادت من ظاهرة ناقلات النفط الخفية، هو تحديد سقف أعلى لسعر النفط الروسي أقل بكثير من أسعار السوق.
وأكدت الخبيرة، أن التحليلات خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي فقط، تظهر أن أسطولاً خفياً من حوالي 120 ناقلة غير مؤمنة ومجهولة المصدر كان من بين حوالي 300 سفينة تم تتبعها لتحميل النفط من 8 موانئ تصدير روسية.
وقدر التقرير أن السفن المجهولة تشكل حوالي 15% من حركة الشحن العالمي، وهو ما يجعل القطاع الخفي نشاطاً واسعاً يستطيع أن يشكل خدمات شحن وسلاسل إمداد لنقل نفط الظل الذي ينشط خلال تصاعد الصراعات الدولية.
وفي آب/ أغسطس الماضي كشفت صحيفة الغارديان معلومات تفيد بأن الأسطول الروسي العامل في شحن "نفط الظل" يصل إلى نحو 500 سفينة، مشيرة إلى أن العديد منها ناقلات قديمة ذات ملكية غامضة وشركات تأمين خفية، مؤكدة أن هذا الأسطول يقوم بنقل الخام الروسي إلى الصين وموانئ عديدة أخرى في آسيا.