تشهد الأسواق المالية الأمريكية والعالمية ضغوطًا متصاعدة، وسط تحذيرات من كبار المستثمرين بأن الاقتصاد يواجه تحديات هيكلية غير مسبوقة.
ارتفاع الدين الوطني إلى مستويات قياسية، التضخم المستمر، وفوائض السيولة الناتجة عن التحفيز المالي، كلها عوامل أدت إلى تقلبات حادة في الأسواق، بالإضافة إلى ذلك، التطورات التكنولوجية السريعة، الحروب التجارية المستمرة، وارتفاع أسعار الفائدة، ساهمت في تكوين بيئة محفوفة بالمخاطر، ما دفع المستثمرين الكبار مثل راي داليو ومايكل بيري وجيريمي غرانثام إلى اتخاذ مواقف استباقية خوفاً من انهيار محتمل للأسواق، وأطلقوا تحذيرات غير مسبوقة بشأن الوضع الاقتصادي الأمريكي، مشيرين إلى مخاطر جسيمة قد تهدد استقرار الأسواق المالية.
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة "فورتشن" حذر المستثمر الملياردير راي داليو مؤسس شركة Bridgewater Associates من أن الولايات المتحدة قد تواجه "نوبة قلبية اقتصادية" في غضون السنوات الثلاث المقبلة إذا لم يتم تقليص العجز المالي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي. وأشار داليو إلى أن الدين الوطني المتزايد، الذي بلغ 37 تريليون دولار، يشكل تهديداً خطيراً للاقتصاد الأمريكي.
وأوضح أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة قد يؤدي إلى أزمة مالية شاملة، مع ارتفاع معدلات الفائدة وتراجع قيمة الدولار.
أما مايكل بيري، الذي اشتهر بتوقعه للأزمة المالية عام 2008، فقد اتخذ خطوة جريئة في الربع الأول من 2025 بشراء خيارات بيع (Put Options) على أسهم شركة Nvidia بقيمة تقارب 98 مليون دولار. هذه الخطوة تعكس شكوكه في استدامة تقييم أسهم الشركة وسط المخاوف من التضخم والركود. على الرغم من تقلبات السوق، يظل بيري متفائلًا بأن هذه الرهانات ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب.