عربياً:
لطالما دعت الصين وحليفتها روسيا السعودية والامارات للانظمام الى منظومة BRICS ولم يكن هناك جواب واضح.
يتضح خلال هذه الفترة ان الرياض وعواصم العرب كانت لديهم النية نحو الصين كعملاق اقتصادي والرغبة واضحة انها مجتمعة وليس هناك تفاوت او خلاف بينها كدول للذهاب نحو الصين كقوة عظمى بديلة عن واشنطن.
خروج من عباءة الوصاية الغربية القديمة و الامريكية الحديثة دفعة ككول وليس بانفراد مايقوي موقفها ويرسخ قرارها.
الحركات الداخلية في الدول العربية والتي تتحرك باذرع اعلامية ومجتمعية ضاغطة على دولها لصالح واشنطن تعيش في حالة من الصدمة والذهول وتقبل اجباري وتغير بلغة الحديث كليا بعد ان كانت تقلب الشارع في احداث كهذه.
صينياً:
تمدد اقتصادي كبير على حساب مايفترض بها دول ذات مساحة نفوذ غربي لعقود طويلة منذ بداية القرن الماضي.
القمم الثلاثة التي كانت الصين فيها الطرف المستثمر كقوة اقتصادية مع الدول العربية هي تعاون اقتصادي وخروج من حالة القطب الامريكي الواحد.
الاوضح الان ان طريقة اعداد سيناريو لقاء الصين بكل زعماء العرب دفعة واحدة لن يعطي لواشنطن القدرة على الرد على الدول العربية كل واحدة على حدة كما هو معهود.
غربياً:
لن تجد واشنطن طريقة رد غير تقبل الواقع الجديد ومحاولة عبور المرحلة بمد جسور اخرى جديدة مختلفة عن السابق التي اعتمدت فرض الامر الواقع باسلوب جديد يعتمد التقرب والاقناع لاعادة تحالفات تذوي وتنحسر يوميا.
بالتاكيد نحن نشاهد الان انحسار سيطرة القطب الواحد شرق اوسطيا وعالميا لصالح بروز قوى عظمى اخرى.
المتوقع ان يكون الرد الامريكي اكثر وضوحا ضد الصين كمنافس وهو امر بعيد عن الشرق الأوسط تماما خاصة في ملف تايوان، ولكنه الوحيد المتوفر لها الان لديمومة فرض هيمنتها كقطب واحد.
سعودياً:
الرياض استطاعت وبقوة وهي دون غيرها ان تقلب ميزان القوى في الشرق الاوسط بالاعداد لهذه القمم لمجموعة دول وجذب قوة عظمى بديلة عن واشنطن في سلة واحدة بوقت زمني قصير نسبيا لم يعطي مجالا الى واشنطن لقلب الامور لصالحها.
ادارة الامير محمد بن سلمان ناجحة ربحت فيها 3 امور:
الاول: جمعت الدول العربية حولها برغم اختلافاتهم وسقوفهم كدول متعددة واستطاعت ان تقودهم في لحظة تاريخية ومنعطف هام جدا.
الثاني: البروز كقوة اقليمية باجنحة اقتصادية كبيرة ليس من السهل عبورها او احتوائها او معاداتها حتى لو كان الغرب كله مجتمع.
الثالث: فرض سياسة الامر الواقع على الغرب الذي لن يجد غير التودد والغزل للرياض بعد ان كان لايجد غير التعامل معها باعلام ضاغط ومبتز.