بغداد- ميل
حذر المهندس المتخصص في إدارة المخلفات الإلكترونية في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا بابلو دياز "من مشكلة المخلفات الإلكترونية الخطيرة "، موضحا أنها "أسرع مصادر المخلفات نموا على الإطلاق.
وبحسب "المشروع العالمي لمراقبة المخلفات الإلكترونية" الذي يدعمه معهد الأمم المتحدة للتدريب والأبحاث، فقد تخلص البشر من 53.6 مليون طن متري من المخلفات الإلكترونية عام 2019، ومن المتوقع أن تزيد هذه الكمية بنسبة 40 في المائة تقريبا بحلول 2030.
وقال الباحث في مجال الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا الأمريكية أولاديل أوجونستان "إن الأمور بدأت تتغير فيما يتعلق بمشكلة المخلفات الإلكترونية".
وتابع: "لقد أحدثنا قدرا من الصخب، بحيث لم يعد بمقدور المصنعين أن يتجاهلوننا بعد الآن"، مشيرا إلى أن المجال أصبح متسعا في الوقت الحالي لإعادة تدوير صناعة الإلكترونيات، حيث بات من الممكن إعادة استخدام المعادن الثمينة والنادرة داخل الأجهزة الإلكترونية بوتيرة غير نهائية، وابتكار تقنيات جديدة لاسترجاعها من داخل الأجهزة القديمة والبالية، ما يقلل الحاجة بشكل كبير إلى تعدين هذه المواد من الأرض.
من جهتها، أكدت الكيميائية المتخصصة بالمواد الكهربائية في كلية مونتريال للعلوم التطبيقية بكندا كلارا سانتاتو أن "هناك فرصة للتوقف عن التفكير في هذه الأجهزة الإلكترونية باعتبارها مخلفات"، لكن المسألة تتطلب تطوير الصناعة بشكل عام، فضلا عن طريقة تفكير المستهلك الذي يتوق بشدة دائما إلى الأجهزة الإلكترونية الحديثة.
ويوضح مهندس الإلكترونيات من جامعة جلاسكو البريطانية جيف كيتل في تصريحات لموقع ساينتفيك أمريكان أن المخلفات الإلكترونية تحتوي على 69 عنصرا كيميائيا مختلفا، مضيفا "لقد فحصنا لوحات الدوائر الإلكترونية المطبوعة داخل عشرة هواتف ذكية مختلفة، ووجدنا اختلافات كبيرة في تركيب المواد بينها".
ويذكر أن عناصر البناء الأساسية داخل الهواتف والأجهزة الإلكترونية عادة ما تتكون من السيليكون والحديد والنحاس، إضافة إلى عناصر أخرى أكثر ندرة، من بينها معادن ثمينة موصلة للكهرباء مثل البلاتين والذهب، وكذلك عناصر أرضية نادرة مثل النيوديميوم الذي يتميز بخواص مغناطيسية وكهربائية فريدة. وتحتوي بعض الأجهزة على معادن ثقيلة مثل الرصاص والكادميوم، التي تنطوي على خطورة كبيرة بالنسبة إلى صحة الانسان والبيئة.