تشهد محلات بيع العصائر والمشروبات في الأسواق الشعبية بمختلف المدن العراقية، إقبالا كثيفا خلال شهر رمضان.
وحذرت الجهات الصحية والرقابية في العديد من المحافظات العراقية، من خطورة مثل هذه المشروبات التي تباع على أنها عصائر نقية وطبيعية، في حين أنها بمعظمها تحتوي على مواد ملونة ومسرطنة ومضرة بالصحة، بحسب تقرير نشرته محطّة "سكاي نيوز عربية".
كذلك حذرت الجهات الرقابية في محافظات إقليم كردستان، وشرعت مع بداية شهر رمضان في حملات ميدانية لمراقبة هذه المشروبات وفحص مكوناتها ومصادرتها، والتي رغم تميزها بألوانها الفاقعة والزاهية التي تلفت أنظار المتسوقين وتجذبهم، لكنها لا تحتوي في الواقع على أية قيم غذائية مفيدة وفق مختصين.
ماء وسكر وملونات
يقول الخبير الصحي الدكتور زامو بختيار، إنه "رغم اعتياد الكثير من المستهلكين على شربها وارتفاع الطلب عليها خلال شهر رمضان، لكنها ليست عصائر ولا يمكن وصفها حتى بشراب فواكه، كونها معدّة من ماء وسكر وملونات ونكهات صناعية، يتم خلطها بطرق بدائية غير مستوفية للمقادير والكميات المسموحة بها لاستخدام مثل هذه الملونات والمنكهات، كونها تصنع في محلات صغيرة ولا تراعى في غالبها شروط النظافة والصحة العامة".
وأضاف بختيار: "نظرا لطرق إعدادها المشبوهة وتكونها من ماء غير نظيف ولا معقم ومن كميات كبيرة من السكريات، وملونات صناعية رديئة وقد تكون حتى منتهية الصلاحية، تزداد هذه المشروبات خطورة وسمية عند الاستهلاك، ولهذا يجب الابتعاد عنها".
وتابع: "حتى طرق تخزينها وتقديمها للزبائن غير صحية وغير لائقة، حيث يتم تفريغها في قوارير بلاستيكية عادة ما تكون لمياه معدنية مستعملة، وفي بعض الدكاكين يتم بيعها عبر سكبها في أكياس بلاستيكية".
ما هي البدائل الصحية لهذه المشروبات؟
البدائل الصحية أمام الصائم لإرواء عطشه وتعويض نقص السوائل في الجسم، متوفرة وكثيرة وفق بختيار الذي أوضح أن "أبرزها طبعا الماء بدون أي اضافات، واللبن أو العصائر الطازجة المعدّة منزليا.
وفي حال شرائها من الخارج فيجب الحرص على أن تكون من مصادر ومحلات ملتزمة بمعايير الصحة العامة والنظافة".
ورغم التحذيرات الصحية فإن الإقبال يتواصل على تلك المشروبات من قبل كثيرين، حيث يقول إبراهيم وهو من المواظبين على شرائها في رمضان: "منذ سنوات وفي كل رمضان نستهلك هذه المشروبات، والتي هي جزء أساسي من المائدة الرمضانية بجانب الأكلات الرئيسية والحلويات، ولا أعتقد أنها ضارة كما يقال، والأمر كما يبدو أشبه بالتحذيرات الصحية المعروفة من الوجبات السريعة".