مشروع قانون الموازنة لعام 2023 إلى 2025 خطوة جريئة أم مجازفة ؟
كتب... د. سامان شالي
وافق مجلس الوزراء العراقي على مشروع موازنة 2023-2025. وقال مكتب رئيس الوزراء إن القانون أحيل إلى البرلمان للموافقة عليه ولتعديلات محتملة.
قال رئيس الوزراء محمد شائع السوداني يوم الاثنين إن ميزانيته لهذا العام تبلغ 152.25 مليار دولار. يمكن تعديل هذا الإنفاق السنوي بناءً على تقلبات أسعار النفط.
وقال السوداني إن الميزانية ستعمل بعجز يبلغ نحو 48.67 مليار دولار. وبلغت مصاريف التشغيل حوالي 115.59 مليار دولار ونفقات رأس المال حوالي 36.58 مليار دولار. تستند حسابات الميزانية إلى سعر نفط مفترض قدره 70 دولارًا للبرميل، بمتوسط إنتاج يومي من النفط الخام يبلغ 3.5 مليون برميل، منها 400 ألف برميل من إقليم كردستان. وقال السوداني "هذه الميزانية سيكررها لمدة ثلاث سنوات وقد تغير الأرقام بعد موافقة مجلس الوزراء والبرلمان".
ووصف السوداني خطوة وضع ميزانية لثلاث سنوات بأنها "جريئة" مضيفا أنها ستدعم الاستقرار المالي وتجنب تأخيرفي الإنفاق بنهاية أو بداية كل عام. هذه هي المرة الأولى التي يقترح فيها العراق ميزانية متعددة السنوات، والتي عادة ما تتجاوز الميزانيات السنوية باستثناء أوقات الجمود السياسي.
تواجه الموازنة العراقية عدة مخاطر منها:
1. تقلب أسعار النفط: يعتمد العراق بشكل كبير على عائدات النفط التي تخضع لتقلبات الأسعار في السوق العالمية. يمكن أن يؤدي الانخفاض الكبير في أسعار النفط إلى عجز كبير في الميزانية.
2. عدم الاستقرار السياسي: يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار السياسي في العراق إلى تأخيرات في تمرير الميزانية، فضلاً عن سوء الإدارة والفساد في استخدام الأموال.
3. الفساد: إنه أكبر تهديد للميزانيات والإرادة السياسية لمكافحة الفساد أمر حيوي. لا يؤثر هذا على القيادة السياسية فحسب، بل يؤثر أيضًا على المواطنين الذين يجب أن يحاسبوا قادتهم.
4. المخاوف الأمنية: يمكن للمخاوف الأمنية المستمرة في العراق أن تؤثر أيضًا على الميزانية. يمكن أن يؤدي الإنفاق العسكري المرتفع والحاجة إلى جهود إعادة الإعمار إلى تحويل الموارد عن القطاعات الأخرى.
5. التحديات الاقتصادية: يواجه العراق العديد من التحديات الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة وقطاع غير رسمي كبير وضعف البنية التحتية. يمكن أن تؤثر هذه التحديات على قدرة الحكومة على تحصيل الإيرادات وتنفيذ مشاريع التنمية.
6. التوترات الإقليمية: يقع العراق في منطقة مضطربة، ويمكن أن تؤثر التوترات مع الدول المجاورة على الاقتصاد والميزانية.
7. جائحة COVID-19: كان لوباء COVID-19 تأثير شديد على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك العراق. أدى الوباء إلى انخفاض أسعار النفط وانخفاض النشاط الاقتصادي، مما قد يؤثر على الميزانية في حالة حدوث جائحة آخر.
بشكل عام، تواجه الميزانية العراقية العديد من المخاطر التي تتطلب إدارة وتخطيط دقيقين. تحتاج الحكومة إلى تنفيذ سياسات مالية سليمة، وتعزيز الشفافية والمساءلة، والعمل على تنويع الاقتصاد لتقليل اعتمادها على عائدات النفط.
كيفية معالجة المخاطر الصعبة المذكورة أعلاه وتحسينها:
يمكن أن يكون تحسين ميزانية العراق مهمة معقدة وشاقة، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لجعلها أكثر فعالية وكفاءة، فيما يلي بعض الاقتراحات:
1. زيادة مصادر الإيرادات: إن إحدى طرق تحسين ميزانية العراق هي زيادة مصادر إيراداته. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توسيع القاعدة الضريبية، وتقليل الإعفاءات والثغرات الضريبية، وإدخال ضرائب جديدة.
2. تحسين تحصيل الضرائب: هناك طريقة أخرى لزيادة الإيرادات وهي تحسين تحصيل الضرائب. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز الإدارة الضريبية، وتنفيذ نظام أكثر فاعلية لتحصيل الضرائب، ومكافحة التهرب الضريبي.
3. تجنب النفقات غير الضرورية: لتوفير المال، من المهم تحديد وخفض النفقات غير الضرورية في الميزانية. يمكن تحقيق ذلك من خلال مراجعة جميع التكاليف وتحديد أولوياتها بناءً على أهميتها وتأثيرها الاقتصادي.
4. تشجيع الاستثمار الأجنبي: يمكن أن يساعد تشجيع الاستثمار الأجنبي على تحفيز النمو الاقتصادي وتوليد الإيرادات. يمكن تحقيق ذلك من خلال خلق مناخ استثماري أكثر ملاءمة، وتقديم حوافز ضريبية للمستثمرين الأجانب، وتبسيط العملية البيروقراطية.
5. تحسين إدارة المالية العامة: إن تعزيز الإدارة المالية يسمح لك بتخصيص الموارد بكفاءة وفعالية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين الشفافية والمساءلة، وتعزيز آليات الإبلاغ المالي والتدقيق، وتحسين عمليات المشتريات العامة.
6. الوعي العام: رفع الوعي العام بالموازنة وأهميتها يساعد على خلق شعور بالملكية والمسؤولية لدى المواطنين. يمكن تحقيق ذلك من خلال زيادة وصول الجمهور إلى المعلومات وإشراك المواطنين في عملية الموازنة.
بشكل عام، يتطلب تحسين الميزانية العراقية مقاربة شاملة ومنسقة تضم الحكومة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين.
وبحسب البيانات التي نقلتها منظمة أوبك، أنتج العراق أكثر من 4.3 مليون برميل يوميا في يناير كانون الثاني. تم تداول خام برنت دون 80 دولارًا للبرميل في وقت متأخر من يوم الخميس.
التحدي الأكبر لهذه الميزانية هو تقلب أسعار النفط. إذا انخفضت أسعار النفط إلى أقل من 70 دولارًا، فستتأثر الميزانية بشدة، وسيكون العجز أعلى مما هو عليه اليوم، عند 48 مليار دولار. وهذا يعني خفض الميزانيات للاستثمار في البنية التحتية.
يحتاج العراق أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة بناء بنيته التحتية، بما في ذلك الطاقة والصناعة والاقتصاد والزراعة والسياحة، لتقليل اعتماده على النفط وتنويع دخله. بمجرد انتهاء الحرب في أوكرانيا، ستنخفض أسعار النفط ما لم تبدأ حرب أخرى في مكان آخر، مثل غرب آسيا أو الشرق الأوسط.
12-04-2023, 21:00
العودة للخلف