حزم صحفيون عراقيون أمتعتهم، وحلّقوا بها من مطار بغداد نحو أفق جديد، لتهبط طائرتهم على مدرج مطار في العاصمة الروسية موسكو، استعداداً لتجربة استثنائية.
في حزيران/ يونيو 2024 تلقى 7 من الصحفيين العراقيين الذين كانوا ضمن 30 صحفياً عربياً، دعوات للمشاركة في رحلة إلى موسكو ضمن ورشة تدريبية أقامتها مؤسسة "RT" الإعلامية، المعروفة في العالم العربي باسم "روسيا اليوم".
واستقبلت "روسيا اليوم" 30 إعلامياً من دول عربية للاستفادة من تكوين إعلامي لمدة 4 أيام، وكذلك للتعرف طيلة مكوثهم في روسيا على أساليب إنتاج الأخبار داخل القناة، وثقافة البلد من خلال اصطحابهم في رحلات سياحية بالعاصمة موسك".
وانقسمت الورشة الإعلامية إلى 3 ورشات أساسية، الأولى تتعلق بالتلفزيون والتعليق الصوتي وعمل المراسل وآليات إذاعة الأخبار وصناعتها، والأخرى في مجال تحرير الأخبار على الموقع الإلكتروني، أما الثالثة فقد كانت عن السوشال ميديا وآلية إدارتها وتحقيق الوصول المطلوب.
وتخلل هذه الورشات حديثاً مستفيضاً عن الذكاء الاصطناعي وهواجس المستقبل وكيفية التعامل مع هذا التطور التكنولوجي المهول ضمن مضمار تنافس طويل يتسابق فيه الصحفيون والـ"AI" للانتصار في اختبار الوجود الذي سيحدد مصيرهم في المستقبل القريب.
وبجانب صحافة السلام والرخاء، لم يغفل القائمون على الورشة الخوض في صحافة الحرب، عبر الحديث عن دور المراسل الحربي الحقيقي وكيف يغطي الروس المعارك الجارية في أوكرانيا، بمواجهة دول الغرب.
وبحسب تجارب خاضها هؤلاء الصحفيون العرب، فإنهم شاهدوا أقرانهم في روسيا يعملون وسط ظروف استثنائية وغير مسبوقة، فالحظر الذي فرضته الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على روسيا، يقيد عمل الصحفيين هنا بشكل يكاد يكون الأصعب.
الكوادر الإعلامية في روسيا تواجه صعوبة في استخدام شبكات الإنترنت بسبب الحظر الغربي، وكذلك هم يشكون من "ازدواجية معايير" تتبعها منصات "Meta" التي تضم "فيسبوك" و"إنستغرام" والمواقع الغربية الأخرى.
وفي سياق الورشة الإعلامية، التقى الصحفيون العرب، بالإعلامي العراقي القدير "سلام مسافر" الذي يعد أحد أهم مؤسسي "روسيا اليوم" بنسختها العربية، وكبير مذيعيها ووجوهها المعروفة، حيث تحدث عن تجربته خلال سنوات عمله الطويلة.
جدير بالذكر أن "RT" هي شبكة إخبارية تلفزيونية عالمية متعددة اللغات مقرها في موسكو وتشمل على مدار الساعة نشرات أخبار وبرامج وثائقية وبرامج حوارية ومناقشات وأخبار رياضية وبرامج ثقافية في روسيا، تهدف إلى نشر وجهة نظر موسكو من الأحداث.