بغداد- ميل
تنتشر منذ أيام عدة عبر منصات التواصل الاجتماعي حملات يشرف عليها نشطاء وحقوقيون، للمطالبة بإلغاء حفل للفنان المغربي، سعد المجرد، والذي من المقرر إقامته في مصر يوم 29 يناير الجاري، وذلك على خلفية اتهامات وجهت له في السابق باغتصاب نساء في دول مختلفة والتحرش بهن.
وأطلقت مبادرة "سبيك أب" التي تعنى بحقوق النساء في مصر حملة على مواقع التواصل تحت وسم "مش عايزين سعد لمجرد في مصر".
وقالت المبادرة إن "سعد المجرد مصمم على الغناء في مصر"، حتى ولو قدم حفل "على الضيق" في شرم الشيخ بدون دعاية لنفسه كي لا يتم إلغاؤه، بحسب قولهم.
وأضافت المبادرة أن المجرد يواجه ما عدته الصفحة "رفضا جماهيريا".
ولفتت إلى أن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لأحد أماكن السهر في مدينة شرم الشيخ، قد أعلنت عن حفلة للمجرد "المتهم في قضايا اغتصاب وعنف جنسي"، مشيرة إلى أنه يتم حذف من يعترض على استضافة سعد قبل إغلاق إمكانية التعليق نهائيا.
وفي نفس السياق أوضحت صفحة "الموقف المصري" على موقع "فيسبوك" الاجتماعي، أنه وخلال الأيام الماضية ظهرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حملات "تطالب بمنع إقامة حفل للمغني المغربي سعد لمجرد "خوفا من الرفض المتكرر لوجوده (سعد لمجرد) في مصر".
واعتبرت الصفحة التي تهتم بالقضايا الحقوقية في البلاد أن حملة ""مش عايزين سعد المجرد في مصر"، هي الثالثة من نوعها.
وأضافت: "سبق ورفض المصريين وجوده مرتين".
وكان سعد المجرد قد واجه الحملات نفسها في العام 2020 عندما تم الإعلان عن حفلة في مسرح Cairo Show، ليتم إلغاء الحفل.
وفي أكتوبر من العام 2021، وبعدما صوّر سعد المجرد حلقة لصالح برنامج "سهرانين" الذي يقدمه الفنان، أمير كرارة، بدأت حملة لمنع إذاعتها، وهو ما حدث فعلاً.
وشددت "الموقف المصري" على أن الرفض الشعبي لإقامة حفلات للفنان المغربي في البلاد، يأتي على "خلفية سمعته السيئة بما يخص حوادث عنف ضد المرأة"، فهو قد "واجه اتهامات 3 مرات.. في دول مختلفة".
الواقعة الأولى كانت في العام 2010، حيث وجه القضاء الأميركي إلى سعد المجرد تهمة الاغتصاب، وهنا توضح صحفة "الموقف المصري" أن الفنان المغربي قد غادر أميركا وهو مطلوب للعدالة هناك.
والواقعة الثانية كانت في أبريل من العام 2015، حيث وجه القضاء الفرنسي إلى المطرب المغربي تهمة اغتصاب، بناء على دعوى تقدّمت بها ضده شابة "فرنسية - مغربية" تتهمه فيها بأنه اعتدى عليها جنسيا وضربها خلال تواجدها في مدينة الدار البيضاء.
أطلق كل من الفنانة اللبنانية إليسا والفنان المغربي سعد المجرد ديو غنائي رومنسي بعنوان "من أول دقيقة"، وذلك يوم الأربعاء، بالتزامن مع عيد الفطر، من كلمات امير طعيمة وألحان رامي جمال.
وأما الواقعة الثالثة، فجرت فصولها في العام 2016، حيث اتهم سعد المجرد باغتصاب فتاة تبلغ من العمر 20 عامًا، في غرفة فندفية بباريس.
ووجه إليه القضاء رسميًا في أكتوبر 2016 تهمة الاغتصاب مع ظروف مشددة للعقوبة، وظل خلف القضبان حتى أبريل 2017، حيث وافق القضاء على إطلاق سراحه بشرط ارتداء سوار إلكتروني للمراقبة، قبل أن يغادر البلاد.
وكانت القضية قد أحيلت، في أبريل 2019، إلى محكمة الجنح بقرارمن قاضي تحقيق خفّف التهم الموجهة إلى الفنان المغربي، معيدا تصنيفها ضمن خانة "الاعتداء الجنسي" و"العنف مع أسباب مشددة للعقوبة".
لكنّ غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف نقضت هذا الأمر القضائي في المرة الأولى.
وفي يناير 2020، اعتبرت المحكمة أن ثمة "تهم كافية لتوصيف الوقائع بأنها اغتصاب"، وهي جريمة من اختصاص محكمة الجنايات، إلا أن محكمة التمييز أبطلت هذا القرار لعيب شكلي تمثل في عدم توقيع رئيس الغرفة عليه.
وذكر مصدر قضائي فرنسي وقتها أن محكمة الاستئناف أمرت مجددًا بمحاكمة سعد المجرد أمام محكمة الجنايات بتهمة "الاغتصاب مع أسباب مشددة للعقوبة"، وفق طلبات النيابة العامة، وفي حالة الإدانة من المفترض أن يواجه المغني المغربي عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا، وفقا لوكالة فرانس برس.
ولم يسبق للمجرد أن علق على اتهامات التحرش والاغتصاب لوسائل الإعلام، وسبق لمحامييه أن نفوا هذه التهم وأكدوا برائته.
ويعد المجرد أحد نجوم عالم الفن في العالم العربي، حيث لمع نجمه في العام 2007 إثر مشاركته في برنامج المواهب (سوبر ستار) في لبنان.
واشتهر أكثر بعد بث أغنيته "أنت معلّم" التي حصلت على مئات ملايين المشاهدات على موقع يوتيوب.