بغداد- ميل
تتسابق "غوغل" و"مايكروسوفت" على التقدم في مستقبل البحث عبر الإنترنت، عبر تبني برامج المحادثة الآلية القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي. الاثنين الماضي، أعلنت "غوغل" أنها تختبر "بارد" Bard، منافس "تشات جي بي تي" ChatGPT المدعوم من "مايكروسوفت". الأخيرة أكدت الثلاثاء أنها ستزيد من تركيزها على الذكاء الاصطناعي، عبر تخصيص تمويلٍ أكبر للأدوات الجديدة ودمج تكنولوجيا ChatGPT في خدماتها، مثل محرك البحث بينغ ومتصفح إيدج.
يهيمن ChatGPT على النقاش حول روبوتات المحادثة حالياً، ومنذ أطلقته شركة أوبن إيه آي OpenAI، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصبح لديه مائة مليون مستخدم، ليصبح البرنامج الأسرع نمواً بين المستهلكين على الإطلاق.
تُظهر ردات الفعل على ChatGPT أن هناك شهية للبحث المعزز بالذكاء الاصطناعي، وللحصول على إجابات عن الاستفسارات تتجاوز مجرد عرض رابط. ترى "مايكروسوفت" أن هذا يمثل فرصة تنافسية، بينما تتدخل "غوغل" بسرعة حتى لا يفوتها الركب.
يعتمد كل من "بارد" وChatGPT على ما يسمى بـ"نماذج اللغة الكبيرة"، وهي أنواع من الشبكات العصبية تحاكي البنية الأساسية للدماغ في شكل كمبيوتر. تزود هذه النماذج بكميات هائلة من النصوص من الإنترنت حتى تتعلّم كيف تجيب عن الأسئلة. يمكّن هذا ChatGPT من إنتاج ردود ذات مصداقية على الاستفسارات المتعلقة بتأليف المقاطع، أو كتابة طلبات العمل، أو حتى العمل الأكاديمي. لم تُتِح "غوغل" برنامج بارد للعامّة بعد، لكنه يستخدم معلومات محدثة من الإنترنت، وقد تمكّن من الإجابة عن أسئلة حول تسريح 12 ألف موظف أعلنت عنه "ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، الشهر الماضي. بينما مجموعة بيانات ChatGPT تتوقف عند 2021، لكنه لا يزال في مرحلة المعاينة البحثية.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"غوغل"، ساندر بيتشاي، إن بإمكان "بارد" الإجابة عن سؤال حول كيفية شرح الاكتشافات الجديدة لتلسكوب جيمس ويب لطفل يبلغ من العمر تسعة أعوام. ويمكنه أيضاً إخبار المستخدمين بأفضل المهاجمين في كرة القدم "الآن". وأظهرت لقطات الشاشة التي قدمتها "غوغل" واجهة مصقولة أكثر من واجهة ChatGPT، لكنه لا يزال غير متاح للجمهور، لذا من الصعب إجراء مقارنات مباشرة. أكدت "غوغل" أن محرك البحث الخاص بها سيستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل لامدا وبالم، ومولد الصور إيماجن، ومنشئ الموسيقى ميوزيك إل إم.
وأعلنت "مايكروسوفت" عن نيتها تجديد "بينغ" ليكون قادراً على الإجابة عن الأسئلة باستخدام مصادر عبر الإنترنت بأسلوب محادثة، كما يفعل ChatGPT. سيوفر أيضاً تعليقات توضيحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لسياق ومصادر إضافية. الذكاء الاصطناعي التوليدي، أو الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه إنشاء محتوى جديد يتراوح بين النصوص والصوت والصور إجابة عن عبارات من المستخدم، له تأثير بالفعل، وأثار مخاوف من أنه قد يحل محل مجموعة من الوظائف.
سيستخدم موقع "بازفيد" الإخباري تقنية "أوبن إيه آي" لتحسين اختباراته، وتخصيص بعض المحتوى، وفي هوليوود يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليل أعمار الممثلين، بينما استخدمت قناة آي تي في البريطانية مسلسلاً يعتمد على فبركة وجوه نجوم لم يشاركوا في العمل أصلاً.
ووفقاً لأستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة أكسفورد مايكل وولدريدج، فإن "أولئك الذين يكتبون نسخاً متكررة لكسب لقمة العيش سيشعرون بالتأثير قريباً"، و"ستصبح المتصفحات أفضل بكثير في فهم ما نبحث عنه، وتقديم النتائج بطريقة يمكننا فهمها، تماماً كما لو أننا سألنا شخصاً بدلاً من آلة". وأضاف، متحدثاً لصحيفة ذا غارديان، أن "ChatGPT والأنظمة المماثلة الأخرى فيها عيوب ويمكن أن تخطئ، كما يلاحظ مستخدموه، لذا "معاملتها كحكماء ليست في الحقيقة فكرة جيدة. من الأفضل الالتزام بالأشياء التي تجيدها حقاً، مثل تلخيص نص، واستخراج النقاط الرئيسية منه".