بغداد- ميل
أظهرت دراسة جديدة أن أجساد المصابين بمرض عقلي قد تكون أكبر بيولوجيا من أعمارهم الفعلية.
وتشير الدراسة إلى أن الذين لديهم تاريخ من حالات مثل الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب أو اضطرابات القلق لديهم إشارات في دمائهم تشير إلى أنهم أكبر من أعمارهم.
على سبيل المثال، وجدت النتائج أن المصابين بالاضطراب الثنائي القطب لديهم علامات دموية تشير إلى أنهم أكبر بنحو عامين من أعمارهم الزمنية.
ووفقا للباحثين، فإن النتائج التي توصلوا إليها قد تقطع شوطا ما في تفسير سبب ميل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية إلى أن يكون لديهم عمر أقصر وأمراض مرتبطة بالعمر أكثر من عامة السكان.
وقال كبير الباحثين الدكتور جوليان موتز، من كينغز كوليدج لندن: "من الممكن الآن التنبؤ بعمر الناس من خلال مستقلبات الدم. وجدنا، في المتوسط، أن أولئك الذين لديهم تاريخ من المرض العقلي مدى الحياة لديهم ملف تعريف مستقلب ما يعني أنهم أكبر سنا من أعمارهم الفعلية. على سبيل المثال، كان لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب علامات دموية تشير إلى أنهم أكبر بنحو عامين من عمرهم الزمني".
ونظر الباحثون في بيانات 168 مستقلبا مختلفا في الدم (منتجات التمثيل الغذائي) من 110780 مشاركا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
وربطوا هذه البيانات بمعلومات حول ما إذا كان لدى الأشخاص تاريخ من المرض العقلي، ووجدوا أن أولئك الذين يعانون من مرض عقلي لديهم ملف تعريف أيضي أكبر مما كان متوقعا بالنسبة لأعمارهم.
وأضاف الدكتور موتز: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن أجساد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية تميل إلى أن تكون أكبر سنا مما هو متوقع بالنسبة للأفراد في سنهم.
وهذا قد لا يفسر كل الاختلاف في الصحة ومتوسط العمر المتوقع بين أولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية وعامة السكان، لكنه يعني أن تسارع الشيخوخة البيولوجية قد تكون عاملا مهما".
وتابع: "إذا تمكنا من استخدام هذه العلامات لتتبع الشيخوخة البيولوجية، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير كيفية مراقبة الصحة البدنية للمصابين بأمراض عقلية وكيفية تقييمنا لفعالية التدخلات التي تهدف إلى تحسين الصحة البدنية".
تم تقديم الدراسة في المؤتمر الأوروبي للطب النفسي في باريس، فرنسا.