بغداد- ميل
توصلت دراسة إلى أن شرب الحليب أدى إلى ظهور بشر قدامى أطول وأثقل وزناً في بعض مناطق العالم.
ووفقاً لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية، فقد قارنت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ويسترن أونتاريو، البيانات الخاصة بـ3507 هياكل عظمية عُثر عليها في 366 موقعاً أثرياً في مختلف أنحاء العالم.
وأنشأ الباحثون قاعدة بيانات تحتوي على معلومات حول تباين قياسات جسم الإنسان بمرور الوقت، وفي مختلف المواقع الجغرافية.
ووجدت الدراسة أن بيانات الهياكل العظمية، التي تعود إلى ما بين 2000 و7000 عام، تظهر أن هناك بعض البشر اتسموا بزيادة كبيرة في الطول والوزن في تلك الفترة، وأن أولئك البشر كانوا يعيشون في المناطق التي عرفت بتمتع سكانها بمستويات أعلى من الجينات التي تسمح بإنتاج الإنزيمات التي تهضم الحليب، وهو الأمر الذي يعرف بـ "استدامة اللاكتيز"، وهذا يعني أن أولئك البشر كانوا يشربون كميات كبيرة من الحليب.
ولفت فريق الدراسة إلى أن هذه النتائج تسلط الضوء على سبب كون سكان شمال أوروبا حالياً أكثر تحملاً للاكتوز من سكان جنوب أوروبا.
ولا يستطيع الأشخاص المصابون بعدم تحمل اللاكتوز هضم السكر الموجود في الحليب بشكل كامل، ومن ثم فإنهم يصابون بالإسهال والغازات والانتفاخ بعد تناول منتجات الألبان.
وقال الدكتور أوين باركنسون، الذي شارك في هذه الدراسة: "من خلال هذه الدراسة وجدنا أن شرب الحليب أدى إلى زيادة نمو الهيكل العظمي، وزيادة وزن عدد من السكان في بعض أجزاء العالم".
وأضاف: "يمكننا تقريباً التفكير في هذا في سياق قصتنا التطورية، وكيف أثرت اتجاهات استهلاك الحليب، التي تعود إلى ما قبل 7000 عام، في كيفية معالجة أجسامنا لمنتجات الألبان اليوم".
ولفت باركنسون إلى أن هذه النتائج مهمة بشكل خاص باعتبار شرب الحليب واستهلاك منتجات الألبان مكوناً حيوياً في ثقافة الغذاء في مختلف أنحاء العالم.