بغداد- ميل
بعيدا عن ضربة الشمس والتسمم الشمسي، يمكن لأشهر الصيف الحارة أن تجلب مخاطر صحية أخرى، أهمها حصوات الكلى.
ويشهد الصيف زيادة ملحوظة في الاصابة بحصوات الكلى نتيجة لزيادة التعرض للتعرق وفقدان السوائل من الجسم، ما يؤدي إلى زيادة تركيز الأملاح في الجسم، والذي يمكن أن يتطور في النهاية إلى حصوات في الكلى.
ورغم أن احتمال الإصابة بهذه الحالة المؤلمة يزداد خلال درجات الحرارة المرتفعة، إلا أنه لحسن الحظ، يمكن اتخاذ خطوات لمنع تكون الحصوات، وذلك في المقام الأول عن طريق زيادة شرب الماء وإجراء تغييرات صغيرة على نظامك الغذائي.
وتقدم خبيرة من قسم جراحة المسالك البولية في جامعة جنوب غرب تكساس الطبية في دالاس بعض النصائح لتجنب حصوات الكلى والألم الحاد الذي يمكن أن تسببه.
وقالت ميغان بولنر في بيان: "بمجرد أن تحصل على حجر واحد، لديك احتمال يصل إلى 50% في الحصول على حجر آخر في غضون السنوات العشر القادمة. لكن العديد من عوامل الخطر لتكرار حصوات الكلى تحت سيطرتك، وتغيير عاداتك الغذائية يمكن أن يحدث فرقا كبيرا".
ومن المرجح أن تتطور حصوات الكلى في البول شديد التركيز، ويظهر باللون الأصفر الداكن بدلا من اللون الصافي أو الفاتح اللون.
وتتكون هذه الحصوات من ترسبات صلبة من المعادن والأملاح التي تتشكل داخل الكلى، ويمكن أن تمنع تدفق البول عندما تسد الأنابيب التي تنقل البول إلى المثانة.
ويمكن أن تشكل أكسالات الكالسيوم والمعادن الأخرى أحجارا، والتي غالبا ما تبدأ بحجم حبة الرمل ولكن يمكن أن تنمو لملء الكلى من الداخل.
وتقول التقديرات إن 1 من كل 10 أشخاص سيصاب بحصوات الكلى خلال حياته، مع تعرض الرجال لخطر أعلى قليلا.
وتشمل العوامل المساهمة في تكون حصوات الكلى التاريخ العائلي، وأمراض الكلى الكامنة، والسمنة، والسكري، والخيارات الغذائية، والجفاف المزمن، وأمراض الأمعاء الالتهابية.
وتشمل الأعراض آلام أسفل الظهر الشديدة من جانب واحد والغثيان والقيء والحمى والقشعريرة والبول الدموي. ومع ذلك، لا تظهر أي أعراض على البعض.
كيف تتجنب هذا الخطر الصحي؟
توصي بولنر بما يلي:
-شرب المزيد من السوائل للبقاء رطبا لتخفيف البول، على الأقل 8 أكواب من الماء يوميا إذا كان لديك حصى في الكلى سابقا.
-شرب المزيد من الماء إذا كان الجو حارا بالخارج وكنت تتعرق.
-إضافة عصير الليمون إلى الماء لأن حمض الليمون يلتصق بالكالسيوم للمساعدة في منع تكون الحصوات.
-الحد من تناول الصوديوم. يزيد تناول نظام غذائي عالي الصوديوم من كمية الكالسيوم في البول. وتوصي الإرشادات الفيدرالية بالحد من الصوديوم إلى 2300 مغ يوميا، أي ما يعادل نحو ملعقة صغيرة.
كما أن تقليل الملح في نظامك الغذائي يفيد الكلى بطرق أخرى، بما في ذلك المساعدة في خفض ضغط الدم، حيث يمكن لارتفاع ضغط الدم المزمن أن يضيق الأوعية الدموية ويضعفها ويؤثر على تدفق الدم وقد يؤدي إلى أمراض الكلى أو فشلها.
-تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم. تعتبر الكمية الطبيعية من الكالسيوم أمرا بالغ الأهمية لتنظيم الكالسيوم في الجسم، على الرغم من أنها تبدو غير بديهية لأن الكالسيوم متورط في تكوين حصوات الكلى. ويتحد الكالسيوم من الطعام مع الأكسالات في الأمعاء، ما يدفع الأكسالات إلى البراز بدلا من البول. ويقلل ذلك من خطر الإصابة بحصوات أكسالات الكالسيوم.
-استهلك 1000 إلى 1200 مغ من الكالسيوم يوميا من منتجات الألبان وفول الصويا والفاصوليا والتوفو المدعم والخضروات الخضراء (اللفت والبروكلي مصادر جيدة).
-تناول الكثير من الفواكه والخضروات، والتي يمكن أن تساعد في زيادة الحامض البولي ومنع حصوات الكلى.
-قلل من البروتين الحيواني والذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالحصوات. لا يشمل ذلك اللحوم الحمراء فحسب، بل يشمل أيضا الدجاج ولحم الخنزير والأسماك وحتى البيض.
وحتى الأكسالات الموجودة في الأطعمة الصحية يمكن أن تساهم في تكوين حصوات الكلى، لذا راقب مقدار ما تتناوله من هذه الأطعمة: السبانخ، والبنجر، والمكسرات، وجنين القمح، وفول الصويا. ومن غير المحتمل أن يسبب استهلاك الأكسالات وحده الحصوات، لكن الكميات الزائدة يمكن أن تزيد من المخاطر بشكل كبير.