بغداد- ميل
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على مخاطر تجاهل آلام الدورة الشهرية الشديدة عند المراهقات، موضحة أنها قد تكون أعراضا لمرض يسمى "بطانة الرحم المهاجرة" أو "الانتباذ البطاني الرحمي".
ويحذر الخبراء في تصريحاتهم للصحيفة من أن نقص الوعي والتعليم والبحث حول الانتباذ البطاني الرحمي بين المراهقات يُسبب لهن كثيرا من المعاناة بسبب تجاهل التشخيص الدقيق لسنوات.
والتهاب بطانة الرحم، الذي يقدر أنه يصيب ما يقرب من 10 في المئة (أي 190 مليونا) من النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 11 في المئة في الولايات المتحدة، هو مرض عضال يمكن أن يسبب آلاما مبرحة ومشاكل في الأمعاء وكذلك العقم، من بين أمور أخرى، بحسب الصحيفة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الانتباذ البطاني الرحمي هو "مرض يتسم بنمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم. ويمكن أن يسبب آلاما شديدة بالحوض والمبايض وقناتي فالوب والأمعاء والمثانة ومناطق أخرى ويجعل الحمل أكثر صعوبة".
وتمتد آلام هذا المرض أيضا أثناء "الجماع والتغوط أو التبول، ويسبب آلاما مزمنة بالحوض، وانتفاخ البطن، والغثيان، والتعب، وأحيانا الاكتئاب، والقلق، والعقم"، بحسب المنظمة.
وأوضحت المنظمة أن الانتباذ البطاني الرحمي "يمكن أن يظهر منذ بداية أول دورة شهرية للمريضة المصابة به ويدوم حتى انقطاع الطمث".
وأشارت الصحيفة إلى أن تشخيص معظم النساء يبدأ في مرحلة البلوغ، رغم أن كثيرات منهن قلن إنهن بدأن في الشعور بالألم في سن المراهقة، لكن غالبا ما تجاهل أعراضهن أفراد الأسرة والأطباء، باعتبارها جزءا طبيعيا من الدورة الشهرية.
وتظهر البيانات التي رصدتها الصحيفة أن أكثر من 60 في المئة من النساء والفتيات المصابات بالمرض أخبروهن في البداية من قبل مقدمي الرعاية الصحية، وفي أغلب الأحيان أطباء أمراض النساء، أنه لا يوجد شيء خطأ.
وغالبا ما يؤدي نقص الوعي والتعليم والبحث حول الانتباذ البطاني الرحمي بين المراهقات إلى تأخر التشخيص وجعل من الصعب معرفة مدى شيوع الانتباذ البطاني الرحمي لدى المراهقات.
وفي تحليل واحد لأكثر من 1000 مراهقة تعاني من آلام في الحوض وخضعن لجراحة تشخيصية، وُجد أن 64 في المئة منهن مصابات بالمرض.
ونقلت الصحيفة عن أخصائية أمراض النساء والأطفال والمراهقات والمتخصصة في الانتباذ البطاني الرحمي في مستشفى الأطفال في بوسطن، جيسيكا شيم، قولها: "لا ينبغي أن نجعل الألم طبيعيا".
وأوضحت الصحيفة أنه على مر السنين، كان هناك العديد من المفاهيم الخاطئة المحيطة بالانتباذ البطاني الرحمي، كما يقول الخبراء، بما في ذلك أن المراهقات لا يصبن به عادة.
وما يزيد المشكلة تعقيدا، بحسب الصحيفة، أن معظم أطباء الأطفال ليس لديهم خبرة في تقييم الانتباذ البطاني الرحمي، وقد لا يتمتع أطباء أمراض النساء بالخبرة في علاج المرض لدى المراهقات الأصغر سنا، واللواتي غالبا ما تختلف أعراضهن وطبيعة مرضهن عن البالغات. وقد يتردد الآباء أيضا في اصطحاب المراهقات الأصغر سنا إلى طبيب أمراض نساء.
وذكرت الصحيفة أنه يصعب أيضا تشخيص المرض لأن الآفات، خاصة عند الشابات، قد يصعب اكتشافها. وقد تكون اختبارات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي مفيدة في بعض الحالات، لكن الطريقة القياسية لتشخيص الانتباذ البطاني الرحمي هي من خلال تنظير البطن، وهو إجراء يتم فيه إجراء شق صغير في البطن، ويتم استخدام كاميرا أو منظار البطن للبحث عن علامات الانتباذ البطاني الرحمي.
وأوضحت أن الأمر يتطلب فريقا مدربا بشكل خاص للتعرف على الآفات، والتي يمكن أن تبدو مختلفة عند المراهقات.
ونقلت الحصيفة عن طبيبة أمراض النساء والأطفال والمراهقين في جامعة واشنطن، آن ماري إيميس أويلشلاغر، إن الآفات تميل إلى أن تكون مظلمة عند البالغات لأنها تعرضت للالتهاب والنزيف لبعض الوقت، لكن عند المراهقات، قد تظهر على شكل بثور حمراء صافية أو زاهية.