قال البروفيسور آي مين لي، عالم الأوبئة في جامعة هارفارد، إن الفكرة التي تقول بضرورة مشي الإنسان 10 آلاف خطوة في اليوم من أجل صحته، لم تصدر عن هيئة صحة عامة، مشيراً إلى أنها في الأساس كانت حملة تسويقية انتشرت حتى ظنها الناس حقيقة.
صحيفة "التايمز" البريطانية، ذكرت أن كبار المسؤولين الطبيين في المملكة المتحدة، ينصحون بـ 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط البدني "المعتدل" للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً.
أما بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون ممارسة المشي السريع، فهو يعد طريقة سهلة لتطبيق هذه النصيحة، وتساءلت الصحيفة: لكن هل نحتاج حقاً إلى استهداف العديد من الخطوات؟
يروي البروفيسور مين لي، منشئ الفكرة التي تدعو لضرورة تحقيق 10 آلاف خطوة يومياً، وقال إنه مع تزايد الاهتمام باللياقة البدنية في أعقاب أولمبياد طوكيو عام 1964، أطلقت الشركة اليابانية Yamasa Tokei Keiki عدّاد خطوات يسمى i manpo-ke الذي يُترجَم اسمه إلى عدّاد 10000 خطوة.
بقي الرقم حاضراً، ويقول البروفيسور مين لي: "أعتقد أنَّ السبب الأساسي في ذلك هو أنه من السهل جداً تذكره".
بحسب الصحيفة البريطانية، تُقدَّر صناعة أجهزة تتبع اللياقة البدنية اليوم بمليارات الجنيهات، وصار لهدف الـ 10 آلاف خطوة تأثيرٌ كبير لدرجة لا تقبل التنازل؛ فإذا تعثر شخص في الوصول لهذا الرقم يُعتبَر كما لو أنه لم ينهض عن سريره.
وفي هذا السياق، يقول البروفيسور مين لي إنَّ هذه مشكلة لأنها "قد تثني الناس عن ممارسة النشاط البدني لأنهم يعتقدون أنَّ هذا هو المعيار، وإذا لم يتمكنوا من الوصول إلى هذا المستوى، فقد لا يحاولون ذلك، وهذا في الحقيقة ليس صحيحاً".