اكتشف العلماء سببا وصفته مجلات علمية كبرى بأنه "مفاجئ" لانتشار مرض كلوي غامض بشكل سريع في ريف سيريلنكا.
وأصيب عشرات الآلاف من الأشخاص، الذين يعيشون في المناطق الريفية في سيريلانكا، بالفشل الكلوي لأسباب غير واضحة، إذ أطلق عليه اسم "CKDu"، وقد ظهرت حالات مماثلة لأمراض الكلى الغامضة في المجتمعات الزراعية الاستوائية حول العالم، على مدار العقدين الماضيين.
وحددت دراسة ميدانية ضخمة للآبار التي تزود المجتمعات السريلانكية بمياه الشرب، أجراها باحثون في جامعة ديوك، السبب المحتمل، الذي شكل سببا غير متوقع، وهو مادة الـ"غليفوسات"، وهو مركب يستخدم كمبيد للأعشاب، وهو الأكثر استخدامًا على نطاق واسع في العالم.
وتعتمد أصناف من مبيدات الأعشاب على الـ"غليفوسات"، الذي يستخدم للسيطرة على الحشائش والآفات الأخرى.
نظريا، من المفترض أن يتحلل الـ"غليفوسات" في البيئة، خلال بضعة أيام إلى أسابيع، ولكن عندما يواجه بعض أيونات المعادن المتواجدة في الماء العسر (أي الماء الذي يحتوي على معادن)، مثل المغنيزيوم والكالسيوم، يمكن أن تتشكل تجمعات لأيونات معدن الـ"غليفوسات"، التي يمكن أن تستمر، لمدة تصل إلى سبع سنوات، في الماء و22 عامًا في التربة، بحسب نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة دراسات العلوم البيئية والتكنولوجية.
وقال نيشاد غاياسوندارا، الأستاذ المساعد في قسم البيئة العالمية في "غولي بلانت غرينجر"، "كان يُعتقد دائمًا أن هذه المادة الكيميائية سوف تتحلل بسرعة كبيرة في البيئة، ولكن يبدو أنها تبقى لفترة أطول بكثير من ما توقعنا عندما تعقد في الماء".
وتابع، "علينا أن نفكر في كيفية تفاعل الـ"غليفوسات" مع هذه العناصر الأخرى، وما يحدث للـ"غليفوسات" عندما تأخذه إلى جسمك كمركب".
وفي بعض المناطق الزراعية في سيريلانكا، يخلق المناخ الجاف والحار مع التكوينات الجيولوجية الظروف المثالية للمياه العسرة، حيث أظهرت نتائج الدراسة ارتباط أمراض الكلى بمناطق انتشار المياه الملوثة.
وفي هذه المناطق أيضًا، وصل مرض الكلى المزمن إلى مستويات وبائية، حيث أظهر ما يصل إلى 10% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا علامات ظهور تلف الكلى المبكر.