لجأت الفنادق والمطاعم في ألمانيا إلى الحوافز المالية والعمل بدوام أربعة أيام في الأسبوع وتقديم وشوم مجانية والاستعانة بروبوتات طهي لمواجهة نقص العمالة. يجيد الطاهي الجديد في الفندق الواقع في ساحة "ليببلينجس بلاتس" بالقرب من مدينة لوبيك شمالي ألمانيا إعداد أطباق المكرونة والأرز. لا يقوم بمهمة الطهي هنا إنسان بل روبوت. لقد أنفق الفندق 250 ألف يورو على شراء هذه الآلة التي تبلغ مساحتها المكانية أربعة أمتار في مترين من أجل مواجهة أزمة نقص العمالة في قطاع الفندقة.
وليس الغرض من الروبوت أن يحل محل الإنسان بل أن يخفف عنه العبء، وبالطبع كان هناك تحفظ من جانب الضيوف في أول تعامل لهم مع الطاهي الجديد ولكن سرعان ما تغير الأمر وصار طبيعياً. ويتم الطلب عبر التطبيق أو على الشاشة الموجودة في الروبوت، وعندئذ يقوم الروبوت بوضع المكونات المطبوخة مسبقاً في القدر ويعد الطعام بشكل طازج. ويستطيع الروبوت إعداد ما يصل إلى 100 وجبة في الساعة. ولكن مواجهة النقص في العمالة عن طريق الاستعانة بالطاهي الروبوت لا تزال نادرة.
وتشير تقديرات الاتحاد الألماني للفنادق والمطاعم (ديهوجا) إلى أن هذا القطاع يعاني نقصاً في العمالة بمقدار 65 ألف شخص على مستوى ألمانيا. ووفقا لاستطلاع أجراه اتحاد (ديهوجا) في ديسمبر/ كانون الأول 2022 ذكر 75 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أنهم اضطروا إلى تقييد مواعيد الفتح بسبب مشكلة نقص العمالة، كما قال 50 في المائة منهم إنهم اضطروا إلى تقليل قائمة عروض الأطباق بسبب هذه المشكلة.
يلجأ أصحاب الفنادق إلى تدابير قوية من أجل العثور على عمالة، على سبيل المثال يرصد فندق "جوت تانزن" بمنطقة هايده في مدينة لونيبورغ شمالي ألمانيا مكافأة بقيمة 11 ألف يورو تصرف على ثلاث سنوات لجذب طهاة وأطقم خدمة (سرفيس) جدد للعمل في الوردية المسائية، ومع ذلك لم يزد عدد العمالة التي استطاع الفندق أن يجتذبها حتى الآن عن اثنين من الطهاة ونادلة وذلك حسبما يقول المدير التنفيذي للفندق، فيليب فون شتوم. أما سلسلة فنادق "روبي" في مدينة ميونخ فتقوم بحملة ترويجية منذ منتصف 2022 لاجتذاب عمالة جديدة عن طريق عرض عمل وشوم مجانية، وقالت المتحدثة باسم السلسلة، كريستين لينغنر، إن هذا أسفر عن زيادة بنسبة 25 في المائة في أعداد طلبات التوظيف في أول ستة أشهر من الحملة.