طور علماء بكلية الطب بجامعة تولين نموذجًا جديدًا واعدًا لدراسة الفطريات المسببة للالتهاب الرئوي والتي كان من الصعب زراعتها في المختبر.
فقد تمكن الباحثون من استخدام شرائح مقطوعة بدقة من أنسجة الرئة لدراسة أنواع المكورات الرئوية؛ وهي الفطريات التي تسبب الالتهاب الرئوي لدى المرضى والأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة. ويتغلب هذا الابتكار على عقبة كبيرة في الأبحاث الفطرية؛ هي صعوبة نمو هذا العامل الممرض خارج الرئة الحية، حتى يتمكن العلماء من اختبار أدوية جديدة لمكافحة العدوى بسهولة أكبر.
وتم إدراج الفطر أخيرا ضمن أكثر 19 مسببًا للأمراض الفطرية ذات الأولوية من قبل منظمة الصحة العالمية.
ومن أجل المزيد من التوضيح، قال المؤلف المقابل الدكتور جاي كولز رئيس قسم الطب الباطني بجامعة تولين «من المحتمل أن يكون الالتهاب الرئوي هو الالتهاب الرئوي الفطري الأكثر شيوعًا لدى الأطفال، ولم تكن محاولات زراعة الكائن الحي ناجحة إلى حد كبير. وبالتالي، لم تكن لدينا مضادات حيوية جديدة منذ أكثر من 20 عامًا، حيث يتعين اختبارها في الدراسات التجريبية على الحيوانات»، وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
ويستخدم نموذج تولين شرائح الرئة المقطوعة بدقة والتي تحافظ على تعقيد أنسجة الرئة وبنيتها، ما يوفر بيئة تحاكي بشكل وثيق الظروف داخل الرئة.
واستخدم الباحثون أنسجة من الفئران لزراعة شكلين من فطر المكورات الرئوية (الكأس والأسكس) لمدة تصل إلى 14 يومًا. حيث أظهر اختبار الجدوى وتحليل التعبير الجيني الذي أجروه أن الفطريات ظلت على قيد الحياة مع مرور الوقت في النموذج.
وأضاف كولز «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحفاظ على كل من الأشكال الغذائية والسندية للمتكيسات الرئوية على المدى الطويل خارج مضيف الثدييات».
من جانبهم، أكد الباحثون إمكانية استخدام النموذج في اختبار الأدوية بالمختبر.
وعند العلاج بأدوية شائعة الاستخدام مثل تريميثوبريم-سلفاميثوكسازول وإشينوكاندين، انخفض التعبير عن جينات المكورات الرئوية، ما يشير إلى نجاح استهداف الفطر.
وفي هذا الاطار، تولد تقنية تولين بشكل موثوق العديد من عينات أنسجة الرئة الموحدة للتجربة من رئة واحدة، ما يتيح إجراء اختبار عالي السعة.
وخلص كولز الى القول «مع التحسين، نعتقد أن شرائح الرئة الدقيقة يمكن أن تمكن النمو الفعلي لالتهاب المكورات الرئوية وتصبح أداة قوية لتطوير أدوية جديدة لعلاج هذه العدوى. وهذا يمكن أن يسرّع بشكل كبير الأبحاث حول هذا العامل الممرض».