عندما يغطي القمر الشمس تماما، تتبدد السحب في السماء على الفور، فما تفسير هذه الظاهرة؟
شاهد سكان الأرض في 8 أبريل عام 2024 الساعة 16.38 بالتوقيت العالمي في المحيط الهادئ ظاهرة مذهلة، وهي الكسوف الكلي للشمس.
ولم يكن هذا العرض مرئيا في روسيا. وقد مر ظل القمر الذي غطى الشمس عبر أمريكا الشمالية من حافتها الغربية إلى الشرق، وحدث شيء مذهل، حيث أصبحت السماء فوق رؤوس المشاهدين صافية. وفي الأماكن الغارقة في الظلام بدأت السحب في الاختفاء وتبخرت بسرعة على طول مسار الظل بأكمله.
وكانت السحب الركامية تختفي خلال ظواهر كسوف الشمس السابقة التي شوهدت من أفريقيا بين عامي 2005 و2016. وأصبحت السماء صافية من السحب عندما غطى القمر الشمس بنسبة 15 % فقط. ولم تظهر السحب إلا بعد انتهاء الكسوف. وكانت هذه الظاهرة مرئية بوضوح من الفضاء.
ويبدو أن هذه الظاهرة الغامضة وجدت تفسيرا لها بفضل العلماء في مجلة Nature Communications Earth and Environment حيث ساعدت النمذجة الحاسوبية على فهم جوهرها.
وقد أثبت العلماء أن سطح الأرض يبرد عندما تتغطى الشمس، ونتيجة لذلك تتناقص التدفقات الصاعدة للهواء الدافئ. وهي تحمل بخار الماء الذي يتكثف على شكل قطرات عندما تصعد إلى ارتفاعات أكثر برودة حيث تتشكل السحب الركامية.
وهكذا، بعد أن بردت الأرض وانقطعت التيارات الصاعدة لم تعد السحب الركامية مدعومة بأي شيء، ولكنها تعود مرة أخرى عندما تبدأ الشمس في تدفئة الأرض، وتحدث هذه الظاهرة فقط فوق الأرض لأن المحيط لا يبرد بالسرعة الكافية لحدوثها.
وكان لدى رواد الفضاء الحظ في رؤية انعكاس كسوف الشمس على سطح الأرض من نقطة بعيدة فوقنا. ونشرت وكالة "ناسا" مقطع فيديو أظهر انعكاس الكسوف على سطح الأرض، وكانت تلك البقعة (انعكاس تزاوج قرص القمر والشمس) تسير بسرعة في مشهد ملفت ونادر.
عند التفكير في موضوع كسوف الشمس، يدرك الناس كل مرة أن قطر القمر يكفي ليغطي قرص الشمس تماما عندما يصل مجالا بين الأرض والشمس، وكانت هذه المصادفة المذهلة تغذي منذ فترة طويلة الفرضية القائلة بأن القمر تركه لنا فضائيون يمثلون حضارة متطورة للغاية، زاروا نظامنا الشمسي وخلفوه كتذكار، ودليل على أننا لسنا وحدنا في الكون.