يسعى الخبراء باستمرار لفهم كيفية نمو الأسنان بهدف الحفاظ على صحتها ومساعدة المرضى على تقدير أهميتها.
وبهذا الصدد، يوضح سامر زكي، الأستاذ المساعد في علوم الفم والوجه القحفي من جامعة بيتسبرغ، مدى أهمية الأسنان الطبيعية التي لا تقدر بثمن.
ويتضمن تكوين السن داخل عظم الفك ترسيبا معدنيا متعدد الطبقات.
ومع تقدم نمو الأسنان في عملية الهندسة الخلوية النهائية، تتكاثر خلايا الأنسجة الستة: المينا والعاج واللب والملاط (طبقة متكلسة تغطي جذر السن) والرباط والعظام، وتتخصص وتتمعدن بشكل متزامن مع بعضها البعض لتشكل واجهات متشابكة بشكل فريد.
وقال زكي إن سر طول عمر الأسنان يكمن في متانتها وكيفية تثبيتها على الفك. وأوضح أن الملاط والرباط والعظام تثبت معا السن من جزء الجذر الموجود تحت اللثة.
ويربط الرباط (نسيج رخو يبلغ عرضه حوالي 0.2 ملليمتر) ملاط الجذر بعظم الفك. ويعمل على تثبيت السن وتخفيف حركته أثناء المضغ.
وأشار زكي إلى أن سر المتانة يكمن في المينا والعاج واللب.
المينا
تعد القشرة الواقية التي تغطي الجزء المرئي من السن فوق اللثة. وتعرف بكونها أقوى الأنسجة في الجسم بفضل محتواها المعدني العالي.
ولا تحتوي المينا على خلايا أو أوعية دموية أو أعصاب، لذا فهي غير حية وغير حساسة وغير متجددة أيضا. لذا، بمجرد تدميرها بسبب التسوس أو الكسر، فإن جزءا من المينا يختفي إلى الأبد.
ويبدأ تسوس الأسنان من المينا عندما تتراكم البكتيريا المولدة للحمض على أسنان غير نظيفة أو سيئة التنظيف، حيث تذيب المعادن الموجودة في المينا بسهولة. ويتقدم التسوس عبر طبقة المينا التي يبلغ سمكها 2.5 ملم دون ألم.
العاج واللب
يعد العاج بمثابة الجسم المرن للسن، وهو نسيج حي يتكون من أنابيب صغيرة متوازية تحتوي على سوائل وامتدادات خلوية.
ويعرف اللب بأنه قلب الأنسجة الرخوة للأسنان، فهو غني جدا بالخلايا والأوعية الدموية والأعصاب، ويعد مصدر حياة السن ومفتاح طول عمره.
وتتحلل الامتدادات الخلوية الموجودة داخل العاج بمجرد اختراق طبقة المينا غير الحساسة وصولا إلى العاج. وبمجرد أن تنقل الامتدادات إشارة الخطر إلى اللب، ينطلق إنذار حساسية الأسنان.
ويبدأ اللب الملتهب بإجراءين وقائيين: الأول، إفراز طبقة إضافية من العاج لتأخير الهجوم، والثاني ألم الأسنان، وهو دعوة لزيارة طبيب الأسنان.
وإذا تم اكتشاف المشكلة في الوقت المناسب، يمكن الحفاظ على معظم أنسجة السن الطبيعية، وقد يستعيد اللب حالته الصحية. ويمكن أن يموت اللب ببطء عند إهمال مراجعة الطبيب.
وبدون اللب، لا يكون للسن أي دفاع ضد التسوس، ما يؤدي إلى جفاف العاج وتحطمه عاجلا أم آجلا تحت قوى المضغ المستمر.
وتصبح الأسنان التي فقدت بالفعل جزءا كبيرا من بنيتها الطبيعية بسبب التسوس، ضعيفة مع عمر محدود.