اكتشف علماء 3 من أقدم النجوم في الكون، عمرها 13 مليار سنة، هاربة في ضواحي مجرة درب التبانة، وتتسابق في الاتجاه الخاطئ (حركة تراجعية) بسرعة مئات الآلاف من الأميال في الساعة.
وعلى الرغم من كونها مفعمة بالحيوية بالنسبة لأعمارها، إلا أن النجوم الثلاثة قديمة جدا بحيث يعود تاريخها إلى تكوين المجرات الأولى، وذلك بعد ما بين مليار وملياري سنة من الانفجار الكبير.
والمثير للدهشة أنه لم تتم ملاحظتها في أقاصي الكون بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي. وبدلا من ذلك، عثر عليها فريق يضم طلابا جامعيين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، في البيانات الأرشيفية.
واكتشف العلماء هذه النجوم التي أطلقوا عليها اسم SASS، وهو اختصار لـ Small Accreted Stellar System (بمعنى النجوم الصغيرة المتراكمة في النظام النجمي)، في هالة درب التبانة، وهي سحابة منتشرة مكونة من النجوم والغاز والغبار والتي تغلف مجرتنا بأكملها.
وبناء على تحليلاتهم، يرجح العلماء أن هذه النجوم تشكلت منذ ما بين 12 و13 مليار سنة، أي في الوقت الذي تشكلت فيه المجرات الأولى والتي يبلغ عمرها 13.8 مليار سنة.
ويعني عمرها أنها توفر طريقا جديدا تماما للبحث العلمي، ويمكنها تسليط الضوء على تطور بعض المجرات المبكرة.
وأطلق علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على النجوم اسم "النجوم الصغيرة المتراكمة في النظام النجمي (SASS) لأنهم يعتقدون أن كل واحد منها كان ينتمي في السابق إلى مجرة بدائية صغيرة.
ومن المحتمل أن هذه المجرات المضيفة قد امتصتها في النهاية مجرة درب التبانة، والتي من المعروف أنها ابتلعت مجرات بأكملها طوال فترة وجودها.
وفي الأساس، هذه النجوم هي بقايا مجرات قديمة تدور حول أطراف مجرة درب التبانة. وربما يكون هناك الكثير من المعلومات الأخرى التي لم يتم اكتشافها بعد.
وأوضحت آنا فريبل، أستاذة الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في بيان صحفي: "من المؤكد أن هذه النجوم الأقدم يجب أن تكون موجودة، بالنظر إلى ما نعرفه عن تكوين المجرات. إنها جزء من شجرة عائلتنا الكونية". وأضافت: "لدينا الآن طريقة جديدة للعثور عليها".
وتم اكتشاف النجوم الجديدة خلال مشروع دراسي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يسمى 8.S30 بإشراف الدكتورة فريبل، والذي بدأ في خريف 2022.
وتم تكليف الطلاب بتعلم تقنيات تحليل النجوم القديمة ومن ثم تطبيقها على النجوم التي لم يتم فحصها من قبل. وقاموا بتمشيط بيانات النجوم الأرشيفية من تلسكوب "ماجلان-كلاي" الذي يبلغ قطره 6.5 متر في مرصد لاس كامباناس.
ويهدف فريق العلماء الآن إلى الكشف عن المزيد من نجوم SASS المشابهة. ومن خلال القيام بذلك، يعتقدون أنهم يستطيعون تسليط ضوء جديد على المجرات القزمة الخافتة.
وعلى الرغم من أن نجوم SASS تشكل الآن جزءا من مجرة درب التبانة، إلا أنها كانت تنتمي في السابق إلى مجرات قزمة بدائية. وعلى هذا النحو، يمكنها تعليم العلماء الكثير عن تطور المجرات القزمة الخافتة للغاية، التي يعتقد أنها إحدى أقدم المجرات في الكون، لكن خفوتها يجعلها غير قابلة للاكتشاف.
وقالت فريبل في بيان معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "الآن يمكننا البحث عن المزيد من نظائرها في درب التبانة، والتي هي أكثر سطوعا بكثير، ودراسة تطورها الكيميائي دون الحاجة إلى مطاردة هذه النجوم الخافتة للغاية".
وتم الكشف عن أصل النجوم كجزء من المجرات التي تلتهمها درب التبانة، ليس فقط من خلال تركيباتها الفقيرة بالمعادن، ولكن أيضا من خلال حقيقة أنها تدور في اتجاه مختلف عن القرص الرئيسي لمجرة درب التبانة، ومعظم هالته. وأظهرت النجوم أيضا زوايا عشوائية ومسارات غريبة استمرت لمليارات السنين.
وتوضح فريبل: "إنهم هاربون. ومن المثير للاهتمام أنهم جميعا سريعون للغاية - مئات الكيلومترات في الثانية - ويسيرون في حركة تراجعية (وهي حركة مدارية أو دورانية لجسم ما في عكس اتجاه دوران جرمه الأساسي الذي يشكل الجسم المركزي). ولا نعرف سبب حدوث ذلك".