يعد الحديد عنصرا غذائيا ضروريا لنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، حيث يحافظ على صحة الجهاز المناعي فضلا عن تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والرئة.
ويقول آدم إيناز، أخصائي التغذية السريرية: "لا يمكن لخلايانا وأنسجتنا وأعضائنا أن تعمل على النحو الأمثل بدون كمية كافية من الحديد، لأن الجسم لا يستطيع إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة".
ويمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم، وهي حالة قد تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها.
إذا، ما هي كمية الحديد التي تحتاجها؟
يعتمد المدخول اليومي الموصى به من الحديد على العمر والجنس ومجموعة من العوامل الأخرى، مثل الحمل.
وأوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أنه ينبغي على الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 50 عاما، استهلاك 8.7 ملغ من الحديد يوميا، مقابل 14.8 ملغ للنساء في الفئة العمرية نفسها.
ويقول روب هوبسون، خبير التغذية ومستشار Healthspan: "إن الحاجة الأكبر للحديد لدى النساء تكون للتعويض عن فقدان الحديد خلال الدورة الشهرية. بعد سن الخمسين، ينخفض المعدل اليومي الموصى به للنساء إلى 8.7 ملغ يوميا، بما يتماشى مع التوصية للرجال، حيث يُفترض أن انقطاع الطمث يحدث عادة في هذا العمر".
وينبغي على الأولاد، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما، أن يستهلكوا 11.3 ملغ من الحديد، مقابل 14.8 للفتيات في الفئة العمرية نفسها.
علامات نقص الحديد
- التقاط العدوى
يلعب الحديد دورا في تطور وكفاءة الجهاز المناعي، ويؤدي نقصه في الجسم إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى من الأشخاص ذوي المستويات الطبيعية.
ويقول هوبسون: "إن وجود كمية كافية من الحديد في نظامك الغذائي يساعد على ضمان تكاثر ونضج الخلايا المناعية، مثل الخلايا الليمفاوية اللازمة للمساعدة في مكافحة العدوى. وجدت دراسة شملت أكثر من 1400 شخص أن نقص الحديد كان مؤشرا مستقلا لالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد".
ويقول إيناز: "عندما لا يحتوي جسمك على الحديد، فإنه لا يستطيع إنتاج الهيموغلوبين، وهو أمر بالغ الأهمية لنقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. وهذا النقص في الحديد يمكن أن يؤدي إلى التعب والضعف".
- شحوب الجلد وتحت العينين
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الهيموغلوبين إلى وصول كمية أقل من الأكسجين إلى الجلد والأغشية المخاطية. ويوضح إيناز أن هذا يمكن أن يسبب مظهرا شاحبا.
- ضيق التنفس
يقول إيناز: "إن نقص الحديد يجعل من الصعب على جسمك تكوين خلايا الدم التي تحمل الأكسجين. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بضيق في التنفس وخاصة عند ممارسة الأنشطة. يمكن أن يؤدي نقص الحديد الشديد في بعض الأحيان إلى مضاعفات، مثل الذبحة الصدرية أو ألم في الصدر حيث قد يحتاج القلب إلى بذل جهد لتدوير الدم المؤكسج".
- هشاشة الأظافر
يمكن أن يؤثر نقص الحديد على حالة أظافرك مما يجعلها هشة. ويقول إيناز: "يُعرف هذا أيضا باسم كويلونيكيا".
- الرغبة الشديدة في تناول المواد غير الغذائية
تُعرف هذه الحالة أيضا باسم "بيكا"، وهي تسبب الرغبة الشديدة في تناول أشياء مثل الطين والثلج، ما قد يشير إلى نقص الحديد، وفقا لإيناز.
- متلازمة تململ الساقين (RLS)
يوضح إيناز: "متلازمة تململ الساقين (RLS) هي حالة تكون فيها الرغبة في تحريك الساقين مصحوبة بأحاسيس غير مريحة".
وعندما تعاني من نقص الحديد، يمكن أن تنخفض مستويات مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ، ما قد يسبب أعراض متلازمة تململ الساقين.
ويضيف إيناز: "يتكون الدوبامين من الحمض الأميني l-tyrosine، الموجود في الكثير من اللحوم وكذلك في بياض البيض. يمكن أن تعمل الخيارات الغذائية مثل لحم البقر والعجة على دعم مستويات الحديد والدوبامين".
- خفقان القلب
يقول إيناز: "إن عدم كفاية مستويات الحديد يمكن أن يقلل من قدرة الدم على حمل الأكسجين، ما يؤدي إلى حاجة القلب إلى العمل بجهد أكبر لتوزيع الأكسجين في جميع أنحاء الجسم".
- ضبابية الدماغ
الحديد ضروري لوظيفة الدماغ الصحية، ويرتبط انخفاض الحديد بضبابية الدماغ وضعف الإدراك، وفقا لهوبسون.
ويشارك الحديد أيضا في إنتاج المايلين، وهو الغلاف الواقي حول الخلايا العصبية، البالغ الأهمية للجهاز العصبي ليعمل بشكل صحيح ويؤثر على سرعة وكفاءة التواصل بين الخلايا العصبية.
ويضيف هوبسون أن الحديد ضروري لصنع هرمونات الغدة الدرقية، التي تشمل هرمون الغدة الدرقية (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، الضرورية لتنظيم عملية التمثيل الغذائي والنمو وتحويل الطعام إلى طاقة.
ويمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى انخفاض إنتاج هذه الهرمونات، ما يؤدي إلى ظهور أعراض تعكس نقص نشاط الغدة الدرقية.