أظهرت أبحاث حديثة أن أدمغة الرجال "تتغير بشكل ملحوظ" بعد أن يصبحوا آباء، أسوة بالنساء التي تحدث لديهن تغييرات خلال الحمل وبعد الولادة، تساعدهن على الاستعداد للأمومة، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن أستاذة علم النفس بجامعة جنوب كاليفورنيا، التي تدرس التغييرات البنيوية في الدماغ، داربي ساكسب، قولها إن التغيرات التي تحدث في أدمغة الرجال "قد تدعم قدرة تكوين العلاقة مع الطفل والتعامل معه بعاطفة، لأن هذا مهم لبقاء نوعنا".
وأضافت أنها أجرت برفقة زملائها السابقين في إسبانيا، دراسات تصوير دماغي على 40 رجلا قبل وبعد ولادة طفلهم الأول، حيث اكتشفوا انخفاضا في "المادة الرمادية" بالدماغ، المرتبطة بوظائف مثل الذاكرة والتفكير والتعلم وحل المشكلات.
ويُعتقد أن هذا الانخفاض في المادة الرمادية، وهو نوع من عملية التحسين، يساعد الدماغ على معالجة المعلومات بشكل أكثر كفاءة، كما ذكرت ساكسب.
كما وجدت ساكسب وزميل لها في دراسة متابعة، أنه من بين 38 أبا لأول مرة، أبلغ أولئك الذين شهدوا انخفاضا أكبر في حجم المادة الرمادية، عن تحفيز واندماج أكبر تجاه الأبوة.
وقالت ساكسب: "شعروا بمزيد من الترابط مع أطفالهم قبل الولادة. ثم قضوا لاحقا المزيد من الوقت مع أطفالهم كمقدمي رعاية أساسيين".
ومع ذلك، فإن انخفاض المادة الرمادية لدى الآباء لأول مرة، قد يرتبط أيضا بخطر أكبر للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة والقلق وانخفاض جودة النوم لدى الرجال، حسب ساكسب، التي قالت إن "الأمر أشبه بمجموعة من التغيرات المختلطة".
ومن التغييرات الهيكلية في الدماغ، يمر الرجال أيضا بتغييرات في الهرمونات قبل وبعد أن يصبحوا آباء، وفقا للصحيفة، حيث أظهرت دراسة أن الآباء الذين يحملون أطفالهم حديثي الولادة لأول مرة، يرتفع لديهم مستوى "الأوكسيتوسين" (المعروف بهرمون الحب) لدى الآباء.
كما وجدت دراسة أخرى شملت أكثر من 600 رجل، أن الرجال الذين يصبحون آباء في العشرينيات تنخفض لديهم مستويات هرمون التستوستيرون بشكل ملحوظ.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة نوتردام، المؤلف الرئيسي للدراسة، لي غيتلر، قوله: "انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال أثناء انتقالهم إلى الأبوة، يعيد التركيز والأولويات على الأسرة".
وفي دراسة أخرى، ارتبط انخفاض هرمون التستوستيرون وزيادة الكورتيزول (هرمون التوتر)، لدى الرجال الذين أصبحوا آباء، بمشاركة أبوية أكبر في الأشهر التي تلت ذلك.
فيما قال الخبراء، وفق الصحيفة، إنه لا يُعرف الكثير عن التغييرات التي تحدث لدى الرجال الذين يصبحون أزواجا لنساء لديهن أطفال بالفعل، أو آباء بالتبني.