كشفت دراسة جديدة نُشرت في دورية "جاما"، عن أن الأفراد الذين يعانون من الرجفان الأذيني ويتناولون دواء شائعا لضغط الدم قد يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بنزيف خطير.
ويسلط البحث الضوء على المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام بعض الأدوية التي تتحكم في معدل ضربات القلب مع مضادات التخثر.
والرجفان الأذيني، وهو النوع الأكثر شيوعا من عدم انتظام ضربات القلب، ويمكن أن يؤدي إلى جلطات دموية أو سكتات دماغية إذا لم يتم علاجه.
وأوضح الدكتور إيلي زيمرمان، الأستاذ المشارك في قسم طب الأعصاب في قسم السكتة الدماغية وأمراض الأعصاب الوعائية في جامعة نورث ويسترن الأمريكية، والمؤلف المشارك للدراسة، أنه لمنع هذه المضاعفات، غالبا ما يتم وصف أدوية مضادة للتخثر للمرضى إلى جانب أدوية التحكم في معدل ضربات القلب.
ويقول الدكتور زيمرمان: "يمكن أن تؤثر الاختلافات الجينية على كيفية استقلاب الأدوية لدى الأشخاص المختلفين، وهذا مهم بشكل خاص عندما تتأثر الأدوية المتعددة المستخدمة لنفس الحالة، مثل الرجفان الأذيني، بهذه الاختلافات في عملية التمثيل الغذائي".
وحللت الدراسة السجلات الصحية للمستفيدين من برنامج "ميدكير" الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق والذين يعانون من الرجفان الأذيني والذين بدأوا في تناول مضادات التخثر أبيكسابان أو ريفاروكسابان، إلى جانب أدوية تنظيم ضربات القلب ديلتيازيم أو ميتوبرولول، بين عامي 2012 و2020.
وأشارت النتائج إلى أن المرضى الذين يتناولون الديلتيازيم لديهم معدل ضربات قلب أعلى بنسبة 20%، واحتمالية دخول المستشفى والوفاة بسبب النزيف.
ويزداد الخطر مع زيادة جرعات الدواء، ومع ذلك، لم يلاحظ أي فروق ذات دلالة إحصائية في معدلات السكتة الدماغية، والانسداد الجهازي، أو النزيف.
وأشار الدكتور زيمرمان إلى أن "هذه النتائج مهمة لأنها تظهر أنه على الرغم من وجود فوائد لاستخدام الديلتيازيم على الميتوبرولول، إلا أن الاختلافات الجينية في عملية التمثيل الغذائي قد تزيد من خطر النزيف بالنسبة لأولئك الذين يتناولون الديلتيازيم".
وبالنظر إلى المستقبل، سيواصل فريق بحث زيمرمان التحقيق في أسباب التفاعلات المتنوعة لنفس الأدوية واستكشاف جدوى مراقبة مستويات الأدوية للتخفيف من المخاطر.
وأضاف زيمرمان: "قد تشمل الخطوات التالية النظر في الحاجة أو التطبيق العملي لمراقبة مستويات الأدوية، والتي نعتقد أنها الآلية وراء زيادة خطر النزيف".