كشف فريق دولي من الباحثين، بقيادة علماء من جامعة بولونيا، عن الآليات العصبية التي تكمن وراء السلوك الذي يدفعك للتثاؤب إن تثاءب أحد أمامك. هذه الظاهرة التي تسمى "السلوك المقلد" هي ظاهرة تسهل التفاعل والتماسك الاجتماعي وتسمح للأشخاص بالتفاعل التلقائي مع الآخرين.
واوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، رؤى جديدة حول كيفية تنظيم الدماغ لهذا السلوك، مما يفتح آفاقا جديدة للتطبيقات السريرية والعلاجية. وتم إجراء البحث في مركز الدراسات والبحوث في علم الأعصاب الإدراكي التابع لقسم علم النفس بجامعة بولونيا.
من جهته، يوضح أليسو أفينانتي، أستاذ في قسم علم النفس بجامعة بولونيا، الذي نسق الدراسة: "تفتح نتائجنا طرقا جديدة لفهم كيفية التلاعب بمرونة الدماغ لزيادة أو تقليل السلوك المقلد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تطبيقات علاجية لتحسين الأداء الإدراكي لدى المرضى الذين يعانون الاضطرابات العصبية واضطرابات الخلل الاجتماعي".
يشكل السلوك المقلد أساسا لعديد من التفاعلات الاجتماعية المعقدة ويمكن أن يؤثر على العلاقات الشخصية. علاوة على ذلك، يمكن أن تكون للتقليد التلقائي عواقب وخيمة وغالبا ما تكون بحاجة للتحكم فيه، خصوصا لو كنت حارس مرمى وتحاول إنقاذ ركلة جزاء، فيجب عليك أن تمنع نفسك من تقليد حركات اللاعب المتقدم.
وتساهم مناطق محددة في الأجزاء الأمامية من الدماغ مثل القشرة الجبهية، والقشرة الحركية، والقشرة الحركية الأولية في الحركات بطرق فريدة. لكن الأدوار الدقيقة والمحتملة المختلفة للدوائر القشرية داخل النظام الحركي لا تزال بحاجة إلى توضيح.
ولتسليط الضوء على ذلك، استخدم الباحثون تقنية متقدمة وغير جراحية لتحفيز الدماغ تُعرف باسم "التحفيز الترابطي القشري-القشري المتزاوج" والتي ساعدت مجموعة بحثية البروفيسور أفينانتي في تطويرها. تقوم التقنية الجديدة على تحفيز مناطق محددة في الدماغ وتسجيل الاستجابة التي تحدث بسبب هذا التحفيز في منطقة أخرى، بهذا تمكن معرفة الطريقة التي تتفاعل بها هذا المناطق داخل الدماغ.
وشملت الدراسة 80 مشاركا يتمتعون بصحة جيدة، مقسمين إلى 4 مجموعات، كل مجموعة خضعت لبروتوكول تحفيز مختلف، أجرى كل مشارك مهمتين سلوكيتين قبل علاج التحفيز وبعده: مهمة تقليد طوعي ومهمة تقليد تلقائي.