يعتقد العلماء أن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو أكثر الأمراض المنقولة جنسيا شيوعا، قد يكون وراء بعض حالات العقم بين الرجال.
وحتى الآن، ركزت معظم الأبحاث حول تأثير فيروس الورم الحليمي البشري على الخصوبة على النساء.
ولكن وجدت دراسة جديدة، تركز على تأثير المرض على الرجال، أن السلالات عالية الخطورة والتي يُعتقد أن واحدا من كل خمسة رجال يحملها، يمكن أن تؤثر أيضا على جودة الحيوانات المنوية.
وتوصلت الدراسة التي نُشرت في مجلة Frontiers in Cellular and Infection Microbiology، أن فيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة يمكن أن يثبط الجهاز المناعي في الجهاز التناسلي الذكري. وقد يعيق هذا قدرة الجسم على التخلص من فيروس الورم الحليمي البشري، وهي العملية التي تستغرق عادة ما يصل إلى عام بعد الإصابة.
ويعتقد العلماء من جامعة قرطبة الوطنية في الأرجنتين أن عامل تثبيط المناعة هذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى قد تضر بخصوبة الذكور.
وقالت مؤلفة الدراسة، البروفيسورة فرجينيا ريفيرو: "غالبا ما لا تظهر على الأفراد أي أعراض أو علامات، ومع ذلك ما يزالون يحملون فيروس الورم الحليمي البشري في الجهاز التناسلي الذكري".
وينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الاتصال الجنسي ولكن لأنه لا يميل إلى التسبب في أعراض أو مشاكل، فإن معظم الناس لا يعرفون حتى أنهم مصابون به. ولا يُعتبر مرضا منقولا جنسيا ولكنه فيروس شائع يعيش في الغالب بشكل غير ضار في الجسم لفترة قصيرة.
وهناك نحو 200 سلالة من المرض، معظمها غير ضار وتختفي من تلقاء نفسها، لكن بعض السلالات عالية الخطورة، بما في ذلك فيروس الورم الحليمي البشري 16 وفيروس الورم الحليمي البشري 18، يمكن أن تسبب سرطان الأعضاء التناسلية وسرطانات عنق الرحم والرأس والرقبة والحلق والفم.
ووفقا لتحليل أجري عام 2023 نشرته مجلة The Lancet Global Health، فإن 21% من الرجال الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما أو أكثر في المملكة المتحدة مصابون بسلالة واحدة عالية الخطورة على الأقل. وهذا يعادل واحدا من كل خمسة رجال.
وفي الدراسة الجديدة، درست البروفيسورة فيرجينيا وفريقها عينات الحيوانات المنوية لـ 205 رجال، لم يتلق أي منهم لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.
وكان الرجال، الذين بلغ متوسط أعمارهم 35 عاما، قد سعوا جميعا إلى تقييم الخصوبة أو العلاج لمشاكل المسالك البولية من عام 2018 إلى عام 2021.
وثبتت إصابة 39 من الرجال الذين يعانون من مشاكل الخصوبة (19%) بفيروس الورم الحليمي البشري.
وتمكن العلماء من تحديد 20 رجلا من بينهم مصابون بسلالات عالية الخطورة وسبعة رجال مصابين بفيروس الورم الحليمي البشري منخفض الخطورة.
وعندما فحصوا السائل المنوي عن كثب، وجدوا أدلة تشير إلى كيفية تأثير سلالات فيروس الورم الحليمي البشري عالية الخطورة على العقم عند الذكور.
وكان لدى الرجال المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة مستوى أقل من بعض الخلايا المناعية في السائل المنوي، ما يشير إلى أن الفيروس أعاق قدرة الجسم على محاربته.
وربما أدى قمع مناعة الرجال أيضا إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى أخرى يمكن أن تقلل من قدرتهم على الحمل.
وكان هناك أيضا دليل على أن الحيوانات المنوية للرجال المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة كانت تعاني من تلف بسبب ما يُعرف بالإجهاد التأكسدي.
وقال الخبراء إن هذا قد يفسر سبب وجود مستوى أعلى من الحيوانات المنوية الميتة لدى هؤلاء الرجال مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بالفيروس.