يسعى الباحثون إلى إيجاد استراتيجيات فعالة للحد من تكرار الجلطات الدماغية وتقليل الوفيات الناجمة عنها، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بها عالميا.
ويعد ارتفاع استهلاك الصوديوم وانخفاض مستويات البوتاسيوم من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، خاصة في بعض المناطق التي تعاني من أنماط غذائية غير متوازنة.
وكشفت دراسة سريرية واسعة النطاق، أجريت في المناطق الريفية بشمال الصين، أن استبدال الملح التقليدي ببديل يحتوي على كلوريد البوتاسيوم بنسبة 25% يقلل من معدلات تكرار السكتة الدماغية والوفيات بين المرضى. وجاءت هذه النتائج من تحليل مجموعة فرعية من مرضى السكتة الدماغية في إطار دراسة "بديل الملح والسكتة الدماغية" (SSaSS)، وهي تجربة دولية شملت آلاف المشاركين.
وشارك في التجربة نحو 20995 فردا من 600 قرية ريفية، حيث استبدل الباحثون الملح العادي ببديل يتكون من 75% ملح و25% كلوريد البوتاسيوم.
وفي دراسة المجموعة الفرعية التي نشرت في مجلة JAMA Cardiology، حلل فريق البحث بيانات 15249 مشاركا سبق أن تعرضوا لسكتة دماغية.
وراقبت الدراسة ضغط الدم وتكرار السكتة الدماغية والوفيات اعتمادا على بيانات التجربة الشاملة، إلى جانب فحص تأثير بديل الملح على مستويات البوتاسيوم في الدم وإفراز الصوديوم والبوتاسيوم في البول.
وخلال فترة المتابعة، سجلت مجموعة بديل الملح انخفاضا بنسبة 14% في تكرار السكتة الدماغية مقارنة بمجموعة الملح العادي، مع انخفاض ضغط الدم الانقباضي لدى المجموعة الأولى.
كما سُجلت 2735 حالة سكتة دماغية متكررة، من بينها 691 حالة مميتة و2044 غير مميتة. وأظهرت النتائج انخفاضا بنسبة 30% في السكتة الدماغية النزفية، وتراجعا بنسبة 21% في الوفيات المرتبطة بالسكتة الدماغية.
وتؤكد هذه النتائج أن استبدال الملح العادي بكلوريد البوتاسيوم يعد تدخلا غذائيا آمنا ومنخفض التكلفة، يمكن أن يساهم في تقليل معدلات تكرار السكتة الدماغية والوفيات بين الناجين منها.
ويقترح الباحثون توسيع نطاق استخدام بدائل الملح، خصوصا في المناطق التي تشهد ارتفاعا في استهلاك الصوديوم وضعفا في الوصول إلى الرعاية الصحية الوقائية.
جدير بالذكر أن معدلات تكرار السكتة الدماغية ترتفع في الصين مقارنة بالمعدلات العالمية، إذ تصل إلى 17% خلال عام واحد و41% خلال 5 سنوات، ويرتبط ذلك بارتفاع استهلاك الصوديوم وانخفاض تناول البوتاسيوم، لا سيما في شمال البلاد.