كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين ولدوا في وقت قريب، أقل عرضة للإصابة بالخرف في أي عمر معين مقارنة بالأجيال السابقة، مع ظهور هذا الاتجاه بشكل أكثر وضوحًا بين النساء.
ووفقا لصحيفة الجارديان، قام باحثون بجامعة كوينزلاند الأسترالية، بتحليل بيانات 62.437 شخصاً تبلغ أعمارهم 70 عاماً فأكثر، والتي تم جمعها من ثلاثة استطلاعات طويلة الأمد تغطي الولايات المتحدة وإنجلترا وأجزاء من أوروبا.
واستخدم الفريق خوارزمية أخذت في الاعتبار ردود أفعال المشاركين لمجموعة من المقاييس المختلفة، بدءًا من الصعوبات التي واجهوها في الأنشطة اليومية وحتى درجاتهم في الاختبارات المعرفية، لتحديد ما إذا كانوا معرضين للإصابة بالخرف، ثم قسّموا المشاركين إلى ثماني مجموعات مختلفة، تمثل أجيالًا مختلفة، بجانب ست فئات عمرية.
ووجد الباحثون أن معدل انتشار الخرف يزداد مع تقدم العمر بين جميع فئات المواليد، وفي كل من المناطق الثلاث: المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وأوروبا ومع ذلك، في عمر معين، كان الأشخاص في الأجيال الأحدث أقل عرضة للإصابة بالخرف مقارنةً بالأجيال السابقة.
وعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، من بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 81 و85 عاماً، كان 25.1% من المولودين بين عامي 1890 و1913 يعانون من الخرف، مقارنة بـ15.5% من المولودين بين عامي 1939 و1943،" كما قال لينزن، كما أن اتجاهات مماثلة شوهدت في أوروبا وإنجلترا، على الرغم من أنها أقل وضوحاً في الأخيرة.
وقال الفريق إن هذا الاتجاه كان أكثر وضوحا بين النساء، وخاصة في أوروبا وإنجلترا، مشيرا إلى أن أحد الأسباب قد يكون زيادة فرص الحصول على التعليم بالنسبة للنساء في منتصف القرن العشرين، ومع ذلك، فإن الأخذ في الاعتبار التغيرات في الناتج المحلي الإجمالي، وهو المقياس الذي يعكس التحولات الاقتصادية الأوسع، لم يغير النتائج بشكل كبير.
ولم تبحث الدراسة في أسباب هذا التراجع، أشارت سبايرز-جونز إلى أن هناك عدة عوامل قد تكون مؤثرة، لكن يرجّح أن يعود ذلك إلى إجراءات مثل التعليم الإلزامي، وحظر التدخين، وتحسين العلاجات الطبية لحالات مثل أمراض القلب والسكر وفقدان السمع، وهي أمراض مرتبطة بخطر الإصابة بالخرف.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كان هناك 57 مليون شخص حول العالم مصابين بالخرف في عام 2021، وتتأثر النساء به بشكل غير متناسب، ومع ذلك، وبينما يزداد خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في السن، لطالما أكد الخبراء أنه ليس حتميًا مع التقدم في السن.