يخوض علماء بريطانيون تجربة سريرية غير مسبوقة لعلاج فقدان السمع باستخدام الخلايا الجذعية العصبية، في خطوة قد تُحدث تحولاً جذرياً في عالم الطب وتمنح الأمل لملايين المصابين حول العالم.
التجربة، حصلت على الضوء الأخضر لتطبيق العلاج على 20 مريضاً يعانون من فقدان سمع حاد، بعد أن أثبتت التجارب الحيوانية فعالية واعدة في استعادة القدرة السمعية.
وبعكس الزرعات الصناعية (قوقعة الأذن) المستخدمة حالياً، والتي تُزرع جراحياً لتعويض تلف خلايا الشعر الحسية، يستند العلاج الجديد إلى حقن خلايا جذعية عصبية متطورة داخل الأذن الداخلية، بهدف إعادة توليد الخلايا العصبية السمعية التي تضررت بفعل التقدم في السن أو العوامل الوراثية أو العدوى.
ويُجري الأطباء الحقن خلال عملية زرع القوقعة وتحت التخدير العام، بينما يأمل الباحثون مستقبلاً في تطوير تقنيات حقن غير جراحية.
ويقول الدكتور دوغ هارتلي، كبير الأطباء في الشركة المطوِّرة، "هذه الخلايا مبرمجة لتتحول إلى خلايا عصبية سمعية سليمة، وقد أثبتنا أنها تظل مستقرة في مكان الحقن دون أن تتحول إلى خلايا شاذة أو سرطانية، وهو أحد أكبر المخاوف في مجال العلاج بالخلايا الجذعية".
وتُظهر التجارب على الحيوانات أن العلاج لا يوقف تدهور السمع فحسب، بل يُحسّنه بشكل ملحوظ. وإذا أثبتت التجربة البشرية نجاحها، فقد يمثل هذا تطوراً نوعياً قد يُغني مستقبلاً عن زرعات القوقعة، خاصة لدى من يعانون من فقدان سمع متوسط أو خفيف مرتبط بالتقدم في العمر.