الصفحة الرئيسية / اكتشاف بركان لا يصدق ينفث ذهباً خالصاً

اكتشاف بركان لا يصدق ينفث ذهباً خالصاً

بغداد- ميل  

في أقصى جنوب كوكب الأرض، وتحديدًا في قلب القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، يتصاعد من بين الثلوج لهب غريب يحمل معه ما لا يُصدق، غبار من الذهب الخالص. 

بركان إريبس، أحد أكثر البراكين نشاطًا وعزلة في العالم، لا يطلق الحمم والغازات فحسب، بل ينفث يوميًا ما يقارب 80 غرامًا من الذهب المتبلور في الهواء، حيث التضاريس الوعرة والعزلة القطبية تجعل من عمليات الاستخراج أمرًا مستحيلًا ، هذا المشهد العلمي الفريد حيّر الجيولوجيين وفتح أبواب تساؤلات جديدة حول القوى الكامنة تحت الجليد.

ووسط ظروف مناخية قاسية وبيئة يصعب الوصول إليها، يواصل العلماء دراسة هذا العملاق البركاني الذي يرتفع لأكثر من 12 ألف قدم فوق سطح البحر. التقارير الصادرة عن وكالة "ناسا" وصحيفة "نيويورك بوست" تكشف عن ظاهرة نادرة؛ إذ تنبعث جزيئات دقيقة من الذهب – لا يتجاوز حجم الواحدة منها 20 ميكرومترًا – إلى مسافات تصل 1000 كيلومتر. ما بين الغموض الجيولوجي والتحديات اللوجستية، يظل إريبس مختبرًا طبيعيًا لأسرار الأرض المدفونة تحت الجليد.

هذا البركان الشاهق الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 12,000 قدم، يُطلق الذهب في شكل جزيئات متناهية الصغر مختلطة بغازات الكبريت وثاني أكسيد الكربون، وتتطاير لمسافة تتجاوز 1000 كيلومتر من الفوهة، حسب ما أورد مرصد الأرض التابع لناسا.

وصرّح عالم الجيوفيزياء كونور بيكون من جامعة كولومبيا لموقع Live Science أن بركان إريبس "يُعدّ ظاهرة جيولوجية فريدة"، حيث يحتوي على بحيرة حمم دائمة في فوهته منذ عام 1972، وهي سمة نادرة تتطلب ظروفًا جيولوجية ومناخية دقيقة للغاية كي لا تتجمد.

وبينما تقدر القيمة اليومية للذهب المنبعث بنحو 6000 دولار، يؤكد العلماء أن التضاريس الوعرة والعزلة القطبية تجعل من عمليات الاستخراج أمرًا مستحيلًا، أو على الأقل غير مجدٍ اقتصاديًا. فالبيئة القاسية والليالي الطويلة والرياح الجليدية تجعل حتى مجرد مراقبة النشاط البركاني أمرًا صعبًا للغاية، إذ توجد فقط حفنة من أجهزة الاستشعار الدائمة في المنطقة.

ويشير الخبراء إلى أن إريبس، إلى جانب بركان جزيرة ديسبشن المجاورة، يمثلان النافذة النادرة التي تطل منها البشرية على النشاط البركاني العميق في القارة القطبية، والتي يُعتقد تقليديًا أنها ساكنة. وتخضع هذه المواقع لمراقبة دورية عبر أجهزة زلازل ومعدات محمولة تُنشر مؤقتًا خلال المواسم العلمية القصيرة.

رغم أن اكتشاف الذهب المتطاير يشعل الخيال، إلا أن العلماء ينظرون إليه كفرصة علمية لفهم العلاقة بين التركيب الجوفي للأرض والتفاعلات الغازية المعدنية داخل البراكين، لا ككنز محتمل.

31-07-2025, 13:45
العودة للخلف