الصفحة الرئيسية / اكتشاف كويكب مختبئ يشبه القمر يرافق الأرض

اكتشاف كويكب مختبئ يشبه القمر يرافق الأرض

بغداد- ميل  

أعلن علماء الفلك عن رصد كويكب جديد يشبه القمر، ظل مختبئاً عن أعيننا لنحو 70 عاماً. 

الكويكب، المعروف باسم 2025PN7، رصده تلسكوب Pan-STARRS1 في مرصد هاليكالا، هاواي، ويتميز بأنه يتحرك بمحاذاة الأرض بحيث يبدو وكأنه يرافق كوكبنا، رغم أنه يتبع مدار الشمس. 

هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام احتمالية وجود المزيد من "الأقمار الخفية" حول الأرض، ويقدم فرصة فريدة لدراسة تأثير الجاذبية على الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي الداخلي.

ويشكل 2025 PN7 جزءاً من فئة تعرف بـ الأقمار شبه الدائرية، وهي كويكبات صغيرة تدور حول الشمس لكنها تتحرك مؤقتًا بمحاذاة الأرض، لتبدو لنا من الأرض كما لو كانت تدور حول كوكبنا. وكما وصفها العلماء، فإن هذه الأجسام تعمل مثل "خدعة جاذبية"، حيث تلتقي مساراتها مع مدار الأرض بشكل مؤقت، لكنها ليست أقماراً حقيقية بالمعنى التقليدي.

قال كارلوس دي لا فوينتي ماركوس، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة كومبلوتنسي بمدريد: "الأقمار شبه الدائرية مليئة بالمفاجآت، و2025 PN7 يعد أصغر وأقلها استقراراً بين الأجسام المعروفة من هذا النوع. رغم صغر حجمه، إلا أن اكتشافه يقدم لنا فرصة لفهم ديناميكيات مدارات كوكبنا وتأثير الجاذبية على الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي."

يبلغ حجم الكويكب حوالي 19 متراً فقط، أي أصغر قليلًا من النيزك الذي انفجر فوق تشيليابينسك بروسيا عام 2013. وبقدره الظاهري 26، فإن رؤيته صعبة للغاية، ولا يمكن ملاحظته إلا باستخدام تلسكوبات قوية، وهو ما يفسر سبب عدم اكتشافه منذ عقود.

تم نشر نتائج البحث في مجلة ملاحظات الجمعية الفلكية الأمريكية (AAS)، التي تسمح بمشاركة الدراسات بسرعة مع المجتمع العلمي واعتمد الفريق على البيانات المجمعة من مرصد هاليكالا لتأكيد وجود شبه القمر وتحليل مداره المحتمل.

اقترح عالم الفلك الهاوي أدريان كوفينيه تسمية الكويكب كـ "شبه قمر"، بعد أن أظهرت حساباته أن 2025 PN7 قد يظل تابعًا للأرض لمدة ستين عاماً مقبلة، ومن المحتمل أنه كان يحلق بالقرب من كوكبنا منذ سبعة عقود.

وأوضح دي لا فوينتي ماركوس، أن "صغر حجمه وضعف لمعانه ومحدودية مجال رؤيته من الأرض كانت عوامل أساسية في عدم رصده حتى الآن". 

وأشار العلماء أيضًا إلى أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام المزيد من الأجسام الخفية من هذا النوع. فعلى سبيل المثال، يمكن لمرصد فيرا سي. روبين، الذي بدأ العمل مؤخرًا، أن يكشف عن المزيد من أشباه الأقمار التي تدور مؤقتًا بمحاذاة الأرض. وقد تساعد هذه الدراسات في تحسين فهمنا لتأثير الجاذبية الأرضية والشمسية على الكويكبات الصغيرة، وتوسيع معرفتنا بالديناميكيات المعقدة للنظام الشمسي الداخلي.

اليوم, 12:12
العودة للخلف