أكد مدير شركة “سومو” السابق فلاح العامري، الخميس، أن دول (أوبك +) لم تستجب لطلب الرئيس الأميركي بزيادة انتاجها لسد حاجة السوق العالمية، فيما أشار الى أن الأيام المقبلة ستشهد حالة من التذبذب في أسعار النفط.
وقال العامري في حوار ورد لـ "ميل" إن “العالم يمر الآن بأزمة نقص في الطاقة ولاسيما الغاز، وتراكمت الأزمة نتيجة عوامل وتفاصيل معقدة تتحكم بالطلب والعرض على الطاقة وأسعارها، ولكن النفط يعد المحرك الرئيس ويتصدر الواجهة من الناحية السياسية”.
وأضاف، “دول (أوبك +) منذ أن طلب منها الرئيس الأميركي زيادة إنتاجها لسد حاجة السوق العالمية، لم تستجب لهذا الطلب كونها تعتقد أنَّ السوق العالمية تمر بأزمة وقتية تكونت نتيجة نقص الغاز الذي حدث نتيجة خلافات بين روسيا وبعض الدول الأوروبية التي تمر بها أنابيب النفط والغاز الروسي إلى أوروباـ والذي سبب انخفاض كميات الغاز المتدفقة إلى أوروبا خلال عام 2021، كذلك فإنَّ العالم يمر بفصل شتاء قارص، فضلا عن عودة النشاط الاقتصادي العالمي وخاصة قطاع النقل بعد تخفيف إجراءات الغلق العام نتيجة جائحة كورونا”.
وأكد العامري، أن “أسعار النفط هي حصيلة عوامل عدة تؤثر في أساسيات السوق (العرض والطلب)، والاتجاه العام خلال الشهرين المقبلين يشير إلى أنَّ أسعار النفط ستكون متذبذبة ولكنها نحو الارتفاع نتيجة لما ذكرناه أعلاه، ولكن مستوياتها هي الأهم، ولذلك لابد من تدخل علاقة الانتاج والاستهلاك لغرض السيطرة على أسعار النفط كونها تؤثر في المستهلك ولاسيما في أميركا وأوروبا، وكذلك تنعكس على أسعار البضائع، لذلك فإذا تم التنسيق بين كبار منتجي النفط ومن بينهم الولايات المتحدة التي أصبح نمو إنتاجها من النفط الصخري بطيئا لانخفاض الاستثمارات مقارنة بمستواه قبل جائحة كورونا، والمملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية، هؤلاء المنتجون الكبار بإمكان تصريحاتهم الايجابية أن تبدد المخاوف من ارتفاع الأسعار المستقبلية خلال الأشهر المقبلة”.
وفي ما يتعلق بتأثير سحب احتياطيات أميركا واليابان في الأسعار، أوضح أنَّ “هناك فرصا قليلة متوفرة الآن لغرض التعاون بين (أوبك+) والولايات المتحدة الأميركية وبعض حلفائها، وأن استخدام النفط لموازنة العرض والطلب في الأسواق العالمية من أجل خفض الأسعار (ظاهرة جديدة) ومن الصعوبة تقييم نتائجها من قبل البورصات العالمية، فضلاً عن أنَّ “الكميات التي يجري سحبها من الاحتياطي يتم بيعها في الداخل وهذا لن يؤثر في التزامات شركات النفط الأميركية، أي سوف لا تقلص تلك الشركات استيرادها فوراً من النفط العالمي وربما تقوم بشرائه وتزيد من تصدير النفط المنتج من قبلها وتخزن أو تستخدم النفط المسحوب من الاحتياطي، وهذا ينطبق على بقية الدول التي قررت السحب من احتياطياتها”.
وبين العامري أنَّ “التصريحات التي تطلقها (أوبك+) سواء رئيس منظمة الدول المصدرة أو وزير الطاقة السعودي سوف يكون لها تأثير كبير جداً في أسواق النفط وطمأنتها، وسوف تبقى أسعار النفط مضطربة إلى أن يعقد اجتماع (أوبك) المقبل وسوف يخرج قرار الحسم لاتجاهات أسواق النفط من هذا الاجتماع، لاسيما إذا قررت تجاوز الزيادة المقررة بموجب اتفاقات (أوبك+) وهي 400 ألف برميل يوميا وجعلها 800 الف برميل أو 1،2 مليون برميل يومياً”.
وتابع، أن “الإعلان عن سحب الاحتياطي الستراتيجي الأميركي قد ساهم في إيقاف ارتفاع أسعار النفط من نحو 83 دولارا إلى 75 دولارا، وأن عودة الأسعار إلى 78 دولارا للبرميل حالياً هي تصحيح الانخفاض، وأن الأيام المقبلة سوف يتذبذب السعر بين 75 – 82 دولارا، لحين ظهور عوامل اخرى تعمل على استقرار النفط ضمن مديات مقبولة”