رأى رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، اليوم السبت، أن العراق تحول من دولة "مشاكسة ومنعزلة" إلى "مقبولة ومحترمة" تنشد السلام، فيما ابدى تفاؤلا بخطط رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لتحقيق نهضة عمرانية ومكافحة الفقر.
وقال الحكيم في كلمة له خلال صلاة العيد، تابعها "ميل"، إن "رسالة العراقيين اليوم واضحة وصريحة لمن يريد بالعراق سوءاً أو ضرراً ، (إننا هنا على أرضنا صامدون ، ندافع عنها بالغالي والنفيس ، ولن نسمح لغربان الإرهاب والتطرف أن توقع بنا وبوطننا ومصالحنا ، وسنقطع دابر المعتدين والمتجاوزين والمتربصين بوحدتنا وتكاتفنا ومرجعيتنا وعقيدتنا وهويتنا العراقية الأصيلة)"، موضحا أن "الإنجاز الآخر هو انتصار العراقيين على محاولات التشويه والتزييف الاعلامي لتجربتهم و وجودهم الأصيل ، وقد تغلب العراقيون على هذه الهجمة بصبرهم وكرمهم ونجاحاتهم في الميادين الرياضية والثقافية والعلمية والفنية والأدبية التي جعلت راية العراق ترفرف على أكثر من صعيد لتصحح الأفكار وتسوق لقوة العراقيين وحضورهم الواضح في المحافل كلها".
ولفت الى أن "الدبلوماسية الشعبية التي مارسها أبناء شعبنا من خلال المشاركات الدولية وتفعيل السياحة ،واحتضان الزيارات المليونية والأنشطة الرياضية والمسابقات العلمية والفعاليات الإعلامية واستثمار منصات التواصل الاجتماعي بما يعزز الهوية الوطنية قد أعادت العراق والعراقي إلى صدارة المشهد العربي والإسلامي، واليوم بات الجميع يطلب ود العراقيين بفعل تأثيرهم وصفاتهم و نخوتهم و شهامتهم"، مبينا أنه "ومن الإنجازات المشرّفة الأخرى هو تحول العراق على مستوى علاقاته الخارجية من دولة مارقة ومشاكسة ومنعزلة ومحاصرة إلى دولة مقبولة ومحترمة تنشد السلام في أعين العالم، وإنما حصل ذلك من خلال اعتماد العراق سياسة الانفتاح والتعاون والحياد الإيجابي والاحترام المتبادل مع الجميع ، وصولاً إلى لعب أدوار دولية وإقليمية في تقريب وجهات النظر المتقاطعة ومعالجة الأزمات المستعصية في المنطقة ، ليكون محطة تواصل آمنة بين الدول لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
وبين أن "العراق اليوم يعود للواجهة بقوة المنطق لا بمنطق القوة ، وبسلاح الحوار لا بأسلحة الدمار ،وبسياسة الانفتاح لا بسياسة العزلة والانغلاق، فنشاهد عقد المؤتمرات الاقليمية في بغداد واستقبال الوفود الإقليمية والدولية التي تشكر دولة العراق وشعبه على أدوارهم البناءة الإيجابية"، مؤكدا أن "هذه الإنجازات وغيرها ما كانت تتحقق لولا نضوج التجارب وعبور المنزلقات الخطيرة وتكاتف الجهود من قبل الجميع".
ودعا الحكيم إلى "التمسك بالمكتسبات الحاصلة وتنضيجها وتقويتها لتكون مكتسبات دائمة وثابتة ومتنامية، والحفاظ على الأمن و الاستقرار السياسي والاجتماعي بما ينعكس على حفظ المكتسبات واستثمار الفرص وتنميتها وقطف ثمارها".
وحذر من "وجود أجندات لا تزال تعمل بعقلية الماضي في استهداف المكونات العراقية لإرباك وخلخلة استقرار أهلنا في الوسط والجنوب من العشائر الكريمة والمضحية"، مبينا: "أقولها بوضوح وصراحة، لن نسمح لأي طرف أن يعيد العراق إلى مربع الطائفية والانقسام والتطرف والفرقة ، وسيكون لنا موقف حازم في التصدي لهذه الأجندات المكشوفة والمفضوحة".
وتابع: "علينا مواجهة التحديات الاقتصادية والخدمية وتشغيل المشاريع المتلكئة بجهود مضاعفة وخطط محكمة و إدارة مثلى ، لتحقيق نصر آخر لصالح أبناء شعبنا الصابر المثابر، فالأولوية القصوى تتمثل اليوم في كيفية جعل العراق ساحة استثمارية جاذبة و ورشة عمل خدمية وعمرانية كبرى ، والانتهاء من فُصُولِ الفَساد والفشل والفوضى والجمود في هذا الميدان"، مشيرا الى أن "البحبوحة المالية المتحققة مع وجود كابينة حكومية تضم شخصيات مخلصة وميدانية وفاعلة ، تعطي جرعات الأمل المضاعفة لأبناء شعبنا في إمكانية تجاوز عقبات الفساد و سوء الخدمات، وإن مائدة الأسرة العراقية يجب أن تتوسع بتقليص مساحات الفقر والفساد والمواطن العراقي يجب أن يكون أمام خيارات وفرص تنموية متعددة ومتنوعة ، تغنيه عن دهاليز التعطيل و التجميد لطاقاته وقدراته".
واكمل: "أحيي خطط رئيس الوزراء العراقي في إشراك الشباب ودعم مشاريعهم الناشئة الخاصة من خلال مبادرات الريادة والتمويل والإحالة المباشرة، فكلما أشركنا المجتمع في النهضة العمرانية ، كلما خففنا عن كاهل الدولة و وقفنا لصالح المواطن وقللنا من احتكار الدولة لكل شيء واتجهنا إلى تعاون المجتمع مع الدولة في جميع المجالات"، معتبراً أن "نجاح آلاف الشركات الخاصة والشركات والرؤى الشبابية الناشئة التي ستتسع خلال سنوات قليلة بفضل جهودهم وتجاربهم ومواردهم الخاصة ، ستكون بمثابة ألية ناجعة لمكافحة الفقر والبطالة وهدر الطاقات البشرية".
وبين أن "العديد من المحافظات العراقية تشهد اليوم نهضة عمرانية تسر القلوب، وبإقرار الموازنة العامة للدولة، يجب رؤية المحافظات الأخرى ملتحقة بركب التنمية والتطور والنهوض"، داعيا الحكومة إلي "الاستمرار في متابعة شؤون المحافظات ونسب الإنجاز فيها واتخاذ القرارات الجريئة بمعالجة مشاكلها".
واردف أن "التحدي الكبير الذي يواجهه العراق هو تحدي المخدرات وارتفاع نسب التعاطي والاتجار بهذا السم القاتل، وطالما توقفنا وتحدثنا وأشرنا فداحة هذا الموضوع، وهنا أدعو مجدداً إلى حملة حكومية وشعبية كبرى لمواجهة هذا الغزو المدمر لشبابنا وأسرنا من خلال تثقيف المجتمع و وقايته من هذا الخطر الداهم ، من خلال اجراءات حكومية صارمة في تجفيف منابع هذه التجارة الهدامة ومعاقبة مرتكبيها ، والذهاب إلى انشاء مشاف تخصصية للمدمنين في المحافظات المعرضة لهذا الخطر".
ورأى أنه "حين نطلع على تقارير تؤكد على أن العديد من محافظاتنا لاتملك مشافي ولا أدوية وعلاجات كافية لمساعدة المدمنين ، فإننا نتشاطر قلق العوائل التي تريد تحصين أبنائها أو معالجتهم من هذه الآفة"، مبينا أن "انتشار المخدرات في المدارس والجامعات وحتى في بعض دوائر الدولة بات أمراً مؤسفاً ومقلقا وبحاجة إلى اجراءات صارمة وخطوات واثقة من الدولة وأجهزتها الأمنية والتربوية والتعليمية والإعلامية ومن الفعاليات الإجتماعية ومنظمات المجتمع المدني".
واكمل؛ "إقليميا ودولياً نرحب بالتقارب الإيراني -السعودي الأخير ، الذي باتت ملامحه واضحة في استقرار المنطقة وتفكيك الملفات العالقة وحل الأزمات المستعصية"، مؤكدا أن "تعزيز الوحدة الإسلامية ومبادئ حسن الجوار ومصالح المنطقة وشعوبها ، تحتم علينا جميعا التقارب والتكاتف مع بعضنا من أجل الخير والسلام".
وتابع أن "الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية يمتلكان المقومات الكاملة والدوافع الكافية للحوار والتفاهم والمشاركة في تنمية المنطقة واستقرارها، والعراق يرى نفسه الداعم والرابح والمستفيد الأكبر في هذه المعادلة الهادفة"، مجددا "استنكاره الشديد لكل التجاوزات الإسرائيلية المستمرة بالعنف والتعدي على حقوق شعبنا الفلسطيني المظلوم، وستبقى فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى، التي لا نحيد عنها حتى الانتصار الكامل للمظلوم على الظالم، ولأصحاب الحق والأرض على المعتدين والغاصبين".