بغداد- ميل
أكدت السفيرة الأميركية لدى بغداد، الينا رومانوسكي، اليوم الثلاثاء، أن العراق يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لدى واشنطن.
وقالت ألينا رومانوسكي، في مقابلة صحفية: "قبل نحو عام، وبالضبط في يوليو الماضي، زار الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية، والتقى بزعماء المنطقة، وأوضح بشكل جلي أن الولايات المتحدة لن ترحل عن المنطقة، فهي تعتبرها ذات أهمية استراتيجية، وتربطنا علاقات قديمة وطويلة في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم".
وفيما يتعلق بالوضع في العراق، ورغبة الشعب في الاستقرار، قالت:
- " الاستقرار بالعراق ستستفيد منه حتماً الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.. جميعنا لا يمكننا جلب الأعمال والانخراط على نطاق أوسع إذا لم يكن هناك استقرار وأمن في العراق".
- "كل ما عليَّ فعله هو النظر عبر نوافذ مبنى مجمع سفارتنا لنرى الحجم الضخم للمباني التي يجري تشييدها.. وأرى أن شركاتنا تزدهر، وهناك الكثير من رجال وسيدات الأعمال العراقيين الذين يرغبون في رؤية المزيد من الشركات تستثمر في العراق".
- "بفضل الاستقرار الذي أصبح العراق يتمتع به، بدأ العراقيون في الشتات يعودون من أجل الاستثمار وعرض فنونهم وأعمالهم. هناك بيئة إيجابية جداً تزخر بالفرص، والفضل يعود في هذا إلى الاستقرار السائد حالياً، وإلى الأمن الذي أصبح يعم العراق، خاصة بغداد".
ولدى سؤالها عن حملة محاربة الفساد التي تشنها السلطات العراقية، قالت رومانوسكي:
- "نسعى إلى مواصلة دعم رئيس الوزراء محمد السوداني في التزامه باستئصال الفساد وغسيل الأموال بالعراق، فالخطوات التي اتخذناها ولا نزال مع المصرف المركزي العراقي ومع باقي البنوك هنا، تهدف لضمان تقوية النظام البنكي الدولي بالعراق".
- "تهدف أيضا للتحقق من أن البنوك تملك آليات الامتثال اللازمة لمنع حدوث غسيل الأموال وتهريب الدولار إلى خارج العراق، ولضمان أن تشعر الشركات العراقية بالثقة، وأن يثق الجمهور العراقي بأن لديهم نظاما بنكيا يحمي مدخراتهم ومواردهم المالية".
- "المطلوب هو احترام البنوك للمعايير الدولية، واستبعاد كل الفاعلين الخبثاء الذين قد يستخدمون النظام البنكي الدولي لغسل الأموال. هذا ما انصب عليه التعاون بين وزارة الخزانة والنظام المالي العراقي منذ وقت طويل".
وعن أزمة المياه التي يشهدها العراق، ردت السفيرة الأميركية لدى العراق قائلة:
- "هذا الموضوع مبعث قلق حقيقي للعراقيين وللحكومة. نعرب عن استعدادنا ورغبتنا في العمل مع الحكومة والشعب العراقي، لتشارك أفضل ممارساتنا بهدف تحقيق كفاءة أكبر باستخدام المياه".
- "نحث حكومة العراق على بدء حوار بنّاء مع البلدان المجاورة، التي تعتبر دول المصدر للمياه العراقية، وذلك لمحاولة التوصل إلى تفاهم أفضل حول كيفية تقاسم موارد المياه".
- "تواصل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عملها في العراق منذ عدة سنوات، ونحن فخورون جدا بالمشاريع التي نفذناها، مثل جلب مضخات المياه وصيانتها في مناطق مثل البصرة ونينوى والأنبار، وبتوصيل المياه لمئات الآلاف من السكان بالمناطق التي تمكنت وكالتنا من إطلاق مشاريع فيها".
- "هذا مجال نتمنى مواصلة العمل فيه. لدينا القدرة على تبادل خبراء المياه، فالولايات المتحدة تضررت أكثر من مرة بموجات جفاف، وقد أرسلنا مجموعة من خبراء المياه العراقيين إلى بعض مناطق أميركا، حيث نبحث عن طرق مبتكرة وعن استخدام تكنولوجيات جديدة لتحسين إدارة المياه وتوصيلها".
وتحدثت رومانوسكي عن العلاقات التي تجمع بلادها بالعراق، قائلة:
- "الولايات المتحدة ملتزمة جدا باستقرار العراق وسيادته. العراق في موقع محاط بالكثير من الجيران، وكدولة لها العديد من البلدان المجاورة بما فيها إيران، فإنها ترتبط بعلاقات مع جيرانها، في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها".
- "أميركا تركز أساسا على ضمان أن تكون للعراق سيادته، وأن يتخذ قراراته بشكل مستقل، بما يخدم مصلحة ليس الحكومة فقط، وإنما الشعب العراقي أيضا".
- "ما حققناه هنا بعد وجودنا في العراق منذ 20 عاما، هو عبارة عن مسار مستمر. نركز كثيرا في الوقت الراهن على المستقبل، سواءً في تعاملنا مع رئيس الوزراء أو الحكومة، وعلى ما يمكننا مواصلة بنائه مع الشعب العراقي وبشراكة معه".
- "من المهم جدا بالنسبة لنا اعتبار العراق بلدا له أهمية استراتيجية كبيرة، ومنخرطا في دعم استقرار المنطقة وأمنها وتنميتها الاقتصادية. ومن هذا المنظور، أعتقد أننا في الطريق الصحيح لتوسيع نطاق علاقاتنا وفق الاتفاق الإطاري الاستراتيجي الذي تفاوضنا بشأنه واتفقنا عليه عام 2008".
- "خلال الأعوام القليلة الماضية، بسبب جائحة كورونا والتحديات الأمنية وتلك المرتبطة باستقرار العراق، كنا نركز أكثر على القضايا الأمنية، ونحن اليوم في موقع يتيح لنا العمل مع حكومة السوداني، لمساعدته على تحقيق أهداف أجندته على مستوى تعزيز العمل في مجالات الأمن والاقتصاد والثقافة، والإسهام في ضمان تمتع العراق بعلاقات قوية وجيدة مع جيرانه في المنطقة، خاصة مع بلدان مجلس التعاون الخليجي والأردن، والدول الأخرى".
- نتطلع للمستقبل.. وبدأنا نقاشات عديدة في الاقتصاد ونسعى بحماس إلى زيادة تعاوننا الاقتصادي والتجاري، وعملنا على تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة في العراق، وتعزيز التبادل الثقافي الذي ينتظرنا فيه الكثير من العمل".
- "بدأنا تحديد مجالات النقاش الجديدة في إطار الاتفاق الأعلى للتعاون التشاوري في فبراير، عندما سافر رئيس الوزراء مع وفده إلى الولايات المتحدة".
- "من بين المجالات الجديدة والمهمة، ليس للعراق فحسب وإنما للولايات المتحدة والمنطقة والعالم أيضا، هو العمل على مواجهة التغير المناخي، فآثار الجفاف وشح المياه وضعف جودة الهواء واضحة جدا على الحكومة والشعب معا".
- "من أجل تطبيق أية حكومة لرؤيتها، لا بد من وجود الاستقرار والأمن. طبعا يمكن التقدم والعمل على تعزيز علاقاتنا بعد أن صار العراق يتمتع بالاستقرار الذي كان ينشده الشعب العراقي".