أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، اليوم الجمعة، بأن العراق بدأ يلتقط أنفاسه في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تعد صاحبة تأثير في ترتيب أوراق المكونات العراقية.
وذكرت الصحيفة: "عادت سوريا إلى جامعة الدول العربية، واليمن يبدأ مساراتٍ جديدةً نحو الاستقرار، بينما العراق يلتقط أنفاسه، وتونس تطوي صفحات عشريّتها السوداء، التوقيت مغاير، معادلات إقليمية وحسابات جديدة، العرب يريدون إحراز أهداف بلاعبين عرب، ليست هناك رفاهية للوقت المستقطع، والبدائل لم تعد اختيارية، العالم مشغول بصراعاته ومصالحه، نظام عالمي يقوم على نظرية البقاء للأقوى".
وأضافت أن "الولايات المتحدة تصارع للحفاظ على لقب الأستاذ، وأوروبا تبحث عن الاستقلال الاستراتيجي، والصين تستلهم عزيمة ماوتسي تونغ، بفتح نوافذ مستقبلية في الشرق الأوسط، وروسيا البوتينية، تؤكد إخلاصها لميراث جوزيف ستالين. القوى الفاعلة عالمياً، يعاد ترتيبها على رقعة الشطرنج".
وتابعت أن "القمة العربية، المقرر انعقادها اليوم في جدة بالمملكة العربية السعودية، تحمل دلالات وبصمات غير مسبوقة طوال أربعة عقود مضت، فللمرة الأولى يجتمع القادة، وكل الشواهد تؤكد تراجع أي تأثيرات خارجية في القرار العربي، دمشق؛ نموذج يؤكد ذلك، قرار عودة سوريا إلى البيت العربي، لم يأتِ على هوى بعض القوى الإقليمية والدولية، لم تهتز الإرادة العربية بوجود فيتو، من هنا أو هناك".
وبينت: "اتصالات ومحاولات من قوى دولية، لم تفلح في تغيير المسار تجاه سوريا، الرسالة واضحة بعلم الوصول إلى مَن يهمه الأمر. المساحات المشتركة بين العواصم العربية تكتسب زخماً يوماً بعد يوم. على طاولة القمة، هذه المرة سنشهد نقاشات تؤكد الإرادة والعزيمة، وسنسمع عن مصطلحات من نوع الإقليمية العربية الجديدة، والقلب العربي الصلب، ودول الإصلاح العربية، جميعها مفردات إيجابية تشير إلى أن قطار العرب انطلق نحو تكتل جديد، يدير المصالح العربية من دون النظر إلى أي قيود خارجية، وأن العرب يستطيعون صياغة مقاربات جديدة للمشكلات والأزمات، من دون الانتظار لوصفات حلول مستوردة. أزمة اليمن تتحدث عن نفسها، فقد نجحت الإرادة العربية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة، بشأن ملف الأسرى، وبشأن تثبيت الهدنة، الحل عربي بامتياز. لم يختلف الأمر كثيراً في العراق، فلم تعد واشنطن صاحبة تأثير في ترتيب أوراق المكونات العراقية".