رأى رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، أن التظاهرات التي اندلعت في تشرين الأول من عام 2019، كانت "مؤامرة" ورغبة أميركية وإسرائيلية بإضعاف العراق، وفيما قلل من شأن الأنباء التي تحدثت عن خلافه مع رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي، أشار إلى أنه كان ينوي تعيين الأخير في "مكان مرموق ومهم" بعد إقالته إبان فترة التظاهرات.
وقال عبد المهدي في مقابلة صحفية مع "The Cradle عربي"، اطلع "ميل" عليها، في معرض رده على سؤال بشأن نظرته لوصف تظاهرات تشرين 2019 بـ"الثورة": "كلام حق يراد به باطل، واستغلال مطالب مشروعة ومحقة لأجندات خفية. اليوم بات واضحاً أن ما يسمى الثورات الذكية أو الملونة يُستخدم فيها أساساً الدعم المالي والبروباغندا لغسل العقول وتوجيه الجماهير إلى مسارات معينة لخدمة أهداف غير التي خرجوا من أجلها".
وأضاف أن "أحداث تشرين في العراق كانت تعبيراً عن رغبة أميركية واسرائيلية بإضعاف العراق عندما بدأ يخرج، ولو جزئياً، من دائرة الاملاءات الأميركية، وفي وقت كانت قوى المقاومة التي تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، تزداد قوة، لذلك كان القرار بإضعافها عبر اثارة الفوضى وإشعال فتنة شيعية – شيعية، وأخرى عراقية – عراقية، عبر استغلال المطالب المحقة للناس لأغراض سياسية".
وتابع: "طبعاً كانت مؤامرة. مثل هذه المطالب المحقة موجودة لدى شعوب دول كثيرة، ولكن عندما تكون هذه الدول قريبة من المعسكر الأميركي – الاسرائيلي، تهبّ دول القرار لمساعدتها والتخفيف من سوء الوضع فيها، أما إذا لم تكن قريبة من هذا المعسكر، فيجري غالباً استغلال هذه المطالب لتأليب الناس على الحكومات، كما حصل في العراق ولبنان وسوريا وإيران وغيرها. حتى الصين، مثلاً، التي كان تطور امكاناتها كإحدى دول العالم الثالث موضع ثناء، تقرّر فجأة أن تتم شيطنتها عندما أصبحت منافسة للولايات المتحدة، وهدّد ترامب بشن حرب تجارية عليها. العراق، بعد 2003، حرص على التوازن في علاقاته بين الولايات المتحدة والجار الإيراني".
وأردف قائلاً: "أما إقالة الفريق عبدالوهاب الساعدي فهذا مبالغة في الموضوع لأنه لم يكن الشخص الأول في جهاز مكافحة الإرهاب. وجاء طلب من رئيسه الفريق طالب شغاتي يطلب نقله، وبصفتي كقائد عام للقوات المسلحة قمنا بنقله. وعلاقتي بالفريق عبدالوهاب الساعدي علاقة جيدة. حتى أنني في عملية تحرير مصفاة بيجي وعندما ذهبت إلى مصفى بيجي أثناء الحرب ضد داعش، كان هو من القادة الذين نظّموا عمليات عسكرية في تلك المنطقة. يومها أهديته مسدسي. لم تكن بيني وبين الفريق الساعدي مشكلة مباشرة. قد يكون ملفّه استُغلّ من الآخرين، لكن من ناحيتنا نحن قمنا بتنفيذ طلب من رئيسه بنقله. وكنا ننوي تعيينه في مكان مرموق وفي مكان مهم".