فتح قصف السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء وسط بغداد في تاريخ 13 كانون الثاني 2021 ، باب الاتهامات على مصراعيه بين فصائل المقاومة الشيعية و زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فبعد إن صدت منظومة الدفاع الجوي الأمريكية (سيرام) ثلاثة صواريخ انطلقت من مجمع القادسية و منظمة كرارة في الدورة غرب بغداد، حتى سارعت قناة اخبارية في تطبيق تلغرام مقربة من تلك الفصائل تحتاسم "صابرين نيوز" الى نشر معلومات نسبتها الى مصادر لم تسميها إذ أفادت "بقيام جماعة مسلحة متوغلة باطلاق عدة صواريخ بطريقة عبثية تجاه السفارة الأمريكية وسط بغداد، حيث تكرر هذه الجماعة (المزورة للانتخابات) الهجمات الغبية هذه بشكل مستمر".
فُهمت هذه المعلومات على أنها اشارة الى "التيار الصدري وسرايا السلام" الذين يتهمهم جناح محسوب على "الاطار التنسيقي" (الذييضم كل القوى السياسية الشيعية المنافسة للصدر) بالتلاعب في نتائج الاقتراع.
"صابرين نيوز" أضافت أن "تلك الجهات تسعى من خلال تلك الأفعال إلى خلط الأوراق وتأجيج الرأي العام ضد الحشد الشعبي وفصائل المقاومة"، فيما لفتت الى ان "عمليات المقاومة تحمل بصمات واضحة وبعيدة كل البعد عن العبثية المتواجدة في تلك العمليات خصوصاً وان الصواريخ العبثية انطلقت من منطقة كرارة في الدورة وهذه المنطقة تهيمن عليها جماعة منفلتة تحاول ابتلاع الدولة هذه الأيام ومارس نوابها العنف في الجلسة الأولى للبرلمان ضد رئيس السن".
هذه المعلومات سارع الصدر للرد عليها بعد دقائق معدود، إذ كتب في مدونته على موقع"تويتر": "هناك اطراف تدعي المقاومة وتدعي ضرب السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء.. فلا ينبغي على الشعب أن تنطلي عليه مثل هذه الحركات
وأتهم الصدر الفصائل بالعمل على عرقلة انسحاب القوات الأمريكية بهدف الاحتفاظ بذريعة استخدام السلاح، حسب وصفه.
ومن المفارقات أن هذا الجدل والتراشق بين الصدر والفصائل جاء بالضبط مع حلول الذكرى الثانية على اجتماع الصدر بممثلين عن هذهالفصائل (كما موضح في الصورة ادناه) حيث أعلن حينها عن تشكيل "افواج المقاومة الدولية " ردا على غارة المطار التي استهدفت نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
بالمقابل رد الأمين العام لـ"عصائب اهل الحق" قيس الخزعلي على تغريدة الصدر قائلاً ان "استهداف الخضراء في هذا التوقيت وبالأسلوب القديم نفسه يعتبر محاولة لخلط الاوراق، لذا نؤكد قرار فصائل المقاومة بعدم استهداف السفارة الأمريكية حاليا".
أما القيادي في "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري فذهب إلى أبعد من ذلك حيث ربط هذا القصف بالصراع السياسي الدائر بين قوى الإطار التنسيقي والصدر حول "الكتلة الأكبر" وتشكيل الحكومة الجديدة، وتحدث العسكري عن بارتباط الجهات القاصفة للسفارة ببريطانيا والامارات معتبرا أن الهدف الأساس الذي دفعها لإرسال تلك الصواريخ هو قرار المحكمة الاتحادية "الولائي" والذي نص على تجميد مخرجات الجلسة الأولى للبرلمان.