أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن الأمريكان هم من يقودون التحالف الدولي وبمجرد خروجهم سيخرج التحالف ايضًا لكن العراق يبقى بحاجة الى الخبرات القتالية.
وقال حسين، في مقابل مع صحيفة "ذا ناشيونال" في مؤتمر ميونيخ للأمن، ترجمها "ميل"، أن "الوقت قد حان لإعادة تقييم وجود القوات الأمريكية، وبدأت المفاوضات بالفعل، مع إجراء جولة ثانية من المحادثات في إطار لجنة عسكرية"، مبينًا أن "جزء من المناقشات هو تقييم ما إذا كان العراق لا يزال بحاجة إلى الولايات المتحدة وحلفاء آخرين للبقاء في العراق لدرء تهديد داعش الإرهابي، وستركز المحادثات أيضا على ما إذا كان العراق لا يزال بحاجة إلى الدعم في إعادة بناء القوات العراقية".
وأضاف إن "القرار النهائي بشأن القوات الأمريكية هو قرار سياسي"، موضحًا أن "وحول ما إذا كان داعش الارهابي لا يزال يشكل تهديدا للعراق، الأمر الذي من شأنه أن يوفر سببا لتوسيع وجود القوات الأمريكية في البلاد، قال السيد حسين: "من الصعب القول أنه لا يشكل تهديدا"، مشيرًا الى أن "لهذا السبب نتحدث عن المفاوضات".
وتابع حسين أن "التحالف يقوده الأمريكيون، وإذا غادر الأمريكيون، فهذا يعني أن الآخرين سيغادرون".
ومع ذلك، لا يزال هناك اهتمام كبير بالإبقاء على مهمة حلف شمال الأطلسي في العراق، التي بدأت في عام 2018 وهي بشكل واضح "مهمة استشارية غير قتالية وبناء القدرات".
وشدد حسين على "أهمية بقاء الناتو في العراق".
لقد أوضحنا أن مهمة حلف شمال الأطلسي يمكن أن تبقى؛ نحن بحاجة إلى مهمة حلف شمال الأطلسي في العراق». "لقد أقامت بعثة حلف شمال الأطلسي علاقة جيدة مع وزارة الدفاع، والآن، في الواقع، قاموا بتوسيع نطاق صلاحياتهم، من خلال توفير التدريب للشرطة الفيدرالية التابعة لوزارة الداخلية".
ومع استمرار تواجد حلف شمال الأطلسي في العراق، فإن هذا يعني أن الولايات المتحدة وأعضاء الحلف الآخرين سيبقون في البلاد.
وأوضح أن مهمة الناتو ستبقى وهذا قرار: "المفاوضات لا تتعلق بمهمة حلف شمال الأطلسي، بل تتعلق بالقوات الأميركية وحلفائها".
والتقى السوداني بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الشهر الماضي في دافوس واتفق الجانبان على مواصلة تطوير دور الحلف.
وأضاف: "كوزير للخارجية ومؤمن بالعلاقات الجيدة مع مختلف الدول، أعلم أن العراق يحتاج إلى الولايات المتحدة".
“نحن نعتبر الولايات المتحدة حليفاً – لقد كانت الولايات المتحدة معنا في الحرب ضد داعش الارهابي، لقد فعلنا ذلك معًا. ولديهم تضحيات داخل العراق، مثلنا.
وبين أنه "نحن بحاجة إلى أن تكون لدينا علاقة جيدة للغاية مع الولايات المتحدة. لا أرى العلاقة مع الأميركيين سلبية، لكننا نتحدث عن كيفية إعادة تشكيل علاقتنا"، لافتًا الى أن "هناك معسكران متميزان في المؤسسة السياسية العراقية تقول إحدى المجموعات إن كل هذه القوات يجب أن تغادر البلاد، ولكن هناك مجموعة أخرى تتحدث عن إبرام اتفاقيات أمنية ثنائية المستوى مع هذه الدول".
ويعتقد أنه “يجب أن يكون الأمر واضحاً بالنسبة لنا… يجب أن نحصل على دعم الدول الأخرى؛ نحن بحاجة إلى هذا الدعم"، لكنه يرى أنه بحاجة إلى "إعادة تشكيله وإعادة تنظيمه، وهذه قصة مختلفة".
وردا على سؤال عما إذا كان العراق يريد الاحتفاظ ببعض من بعثة الأمم المتحدة، قال حسين: "نحن بحاجة إليهم، ولكن بشكل مختلف".
وأضاف: "نحن نعتبر أمريكا حليفًا وكنا معًا في القتال ضد داعش الارهابي، وإيران جارة لنا ولدينا علاقة ممتازة معهم، حتى أننا توصلنا معهم إلى اتفاق أمني. وكانوا راضين جدًا وكانوا يشكروننا على توقيع هذه الاتفاقية."
وشدد حسين على أهمية حماية سيادة العراق، قائلا: "إن عملية صنع القرار بشأن العراق ومجتمعه وسياسته واقتصاده، يجب أن تتم في بغداد ومن قبل السياسيين العراقيين وشعبه".
وأستدرك بالقول: "لقد عانينا كثيراً. نحن العراقيون نخوض حرباً مع أنفسنا ومع الآخرين منذ 50 عاماً... ربما ولد وتعلم جيلان أو ثلاثة أو أربعة أجيال أثناء الحروب. ولهذا السبب نحتاج إلى السلام، ولكي نحقق السلام، نحتاج إلى علاقات جيدة مع الدول المجاورة لنا”.
وحدد سبب المشكلات في العراق قوله: "لقد بدأنا عمليتنا الديمقراطية ولدينا مشاكل في هذه العملية. لكن المشكلة تأتي في كثير من الأحيان من الدول المجاورة لنا".
وقال حسين: "بسبب هذه المشاكل التي يخلقونها لنا، فإننا نقترب من الآخرين، وإلا فلا نحتاج إلى الآخرين".