أكد مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي، اليوم الثلاثاء، أن عودة العلاقات بين ايران وامريكا سيؤثر على العراق بشكل ايجابي، فيما بينَ تطلع الحكومة الى اقامة علاقات ثنائية وتعزيزها مع اعضاء التحالف الدولي.
وقال الأعرجي، في مقابلة مع "معهد كوينزي" الأمريكي، ترجمها "ميل"، ان "العراق اصبح قادرا على التعامل مع التهديد الذي لا يزال تنظيم داعش يمثله، لكنه يحتاج الى تعاون الدول الاخرى معه بشكل ثنائي".
واشار التقرير الى ان "المقابلة أجريت مع الاعرجي على هامش منتدى انطاليا الدبلوماسي في الأول من آذار/مارس، لكنها نشرت اليوم، وتحدث فيها عن التهديدات الرئيسية التي تواجه العراق، ويمازح خلالها حول الهوس الأمريكي والإيراني بنفوذ البلدين في العراق، ويعتبره مرفوضا بالنسبة الى بغداد".
وردا على سؤال حول التحديات الامنية الكبرى التي تواجه العراق، قال إنه "منذ هزيمة داعش، أصبحت المخدرات الان التحدي الأكبر بالنسبة لنا، وأن تدخل الدول الاخرى يشكل تهديدا آخر لاستقرارنا، كما يعتقد أن العراق لا ينبغي له التدخل في شؤون الدول الأخرى ويتوقع نفس الشيء من الدول الأخرى".
وحول مدى خطورة تهديد داعش وقدرة القوات العراقية على التعامل معه بمفردها، أوضح الاعرجي أن "معركتنا مع داعش هي بالدرجة الأولى معركة استخباراتية، والمعلومات المتوفرة لدينا هي أن داعش ليس لديه الكثير من المقاتلين في العراق، ولكن يجب ان نتعاون مع شركاء اخرين في تبادل المعلومات الاستخبارية، ومحاربة وهزيمة ما تبقى من مقاتلي داعش"، مضيفا "أعتقد أن التهديد الرئيسي هو 10 آلاف داعشي أجنبي، اي من من دول مختلفة، بالإضافة الى هؤلاء من العراق وسوريا".
وتابع مستشار الامن القومي القول، إن "مقاتلي داعش المتبقين في العراق لا يمثلون تهديدا كبيرا للعراق، الا انهم ما زالوا يشكلون تهديدا"، مؤكدا في الوقت نفسه ان "العراق قادر على مواجهة داعش بمفرده، لكنه يحتاج الى التعاون مع الآخرين لتجفيف الدعم المالي والموارد الأخرى المقدمة لداعش"، مشيرا الى ان بغداد وقعت في العام الماضي حوالي 23 مذكرة تفاهم مع الجيران ودول أخرى للتعامل مع داعش.
ولفت الاعرجي ايضا الى "التهديد الكبير" الذي يمثله مخيم الهول، مشيرا الى انه يستمر بتوفير المتطرفين لداعش، ولهذا يحث الدول على استعادة مواطنيها منه.
وعندما سئل عما إذا كان الوقت قد حان لمغادرة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق ام ان هناك سببا مقنعا لبقائها، قال الاعرجي ان "بمقدور القوات العراقية مواجهة داعش والتحديات الامنية الاخرى وهذا ما يدركه التحالف الدولي"، مضيفا ان "العلاقات بين العراق والتحالف الدولي ايجابية ونحن نتطلع الى ابقاء هذه العلاقات ودية. ونحن اصدقاء وشركاء. وهم يتواجدون هنا لاننا طلبنا منهم ان يكونوا هنا، وبعد عشر سنوات من حق العراق أن يعيد تقييم شروط هذا الوجود. وهناك لجنة تنسيق عليا عراقية اميركية ستقوم بتقييم تواجد الامريكيين والتحالف في العراق".
وتابع الاعرجي القول "نحن في انتظار نتائج هذه اللجان وبناء على التقارير سنتخذ الاجراءات اللازمة"، مضيفا ان "العراق يريد اقامة علاقات ثنائية منفصلة مع اعضاء التحالف الدولي، ولديه بالفعل اتفاق ثنائي مع الاميركيين، ونحن نتطلع الى تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول".
وقال الاعرجي "نريد حقا ان يكون هناك تعاون ثنائي مع الولايات المتحدة وجميع أعضاء التحالف الاخرين".
وردا على سؤال بأن الأميركيين يبدون مهووسين بنفوذ إيران في العراق، وما إذا كان هذا قلق مبرر، قال الاعرجي وهو يضحك "وايران مهووسة بـ النفوذ الاميركي في العراق ايضا".
واضاف إن "وجهة نظر الحكومة العراقية هي اننا لا نؤيد التأثير الايراني او الامريكي على عملية صنع القرار العراقي، ولدينا علاقات جيدة مع ايران والولايات المتحدة، لكن الصراع بينهما يؤثر سلبا على العراق، ونأمل ألا يكون العراق ساحة معركة بالوكالة بالنسبة لهم". وختم قائلا "اعتقد ان اعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وايران سيساعد ايضا في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة وسيؤثر على العراق بشكل ايجابي بشكل عام".