أعلنت صحيفة الغادريان البريطانية، اليوم الأحد، عن قرب محاكمة الامريكان الذين أساؤوا معاملة العراقيين في سجن ابو غريب يوم غد الاثنين عقب الاجتياح الامريكي للعراق عام 2003.
وكتبت الصحيفة تقريراً، ترجمه "ميل" ذكرت فيه، أن "محاكمة الشركة التي كانت تدير سجن ابو الغريب ببغداد، تبداً يوم غد الاثنين، في قضية رفعها ثلاثة رجال كانوا محتجزين في السجن بعد الاجتياح الامريكي".
وأضاف التقرير إن "الولايات المتحدة تعاقدت مع شركة CACI Premier Technology، لتوفير محققين مختصين في سجن ابو غريب "، لافتاً الى أن "محاكمة المحققين الذين أَساؤوا معاملة العراقيين ستكون أمام هيئة محلفين، في محكمة اتحادية في فرجينيا بعد مرور ما يقرب من 20 عامًا على اليوم الذي تم فيه الكشف عن الصور التي تصور التعذيب وسوء المعاملة في السجن لأول مرة للجمهور، مما أثار فضيحة دولية".
وأردف التقرير، أن "القضية تم رفعها من قبل سهيل نجم عبد الله الشمري، وصلاح العجيلي، وأسعد الزوبعي، وهم ثلاثة مدنيين عراقيين تم احتجازهم في أبو غريب، قبل إطلاق سراحهم دون توجيه اتهامات إليهم في عام 2004".
وأشارت الصحيفة البريطانية، الى أن "رفع الدعوى تم بموجب قانون الضرر الخاص بالأجانب، الذي يسمح للمواطنين الأجانب برفع قضايا في المحاكم الأمريكية بسبب انتهاكات القانون الدولي".
وتابعت الغارديان، أن "المدنيين العراقيين الذين تقدموا لمقاضاة الشركة التي كانت تدير سجن ابو غريب يريدون الحصول على تعويضات تضمن حقوقهم"، مبينة أن "العجيلي الذي يعيش الآن في السويد، سيكون أول ناج من التعذيب يدلي بشهادته حول المعاملة التي تعرض لها أثناء احتجازه في الولايات المتحدة من داخل محكمة اتحادية أمريكية"، لافتة الى أنه "سيشهد الرجلان الآخران عن بعد من العراق لأنهما لم يحصلا على تأشيرات للسفر".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2003، كان العجيلي يعمل صحفياً في قناة الجزيرة ويغطي انفجاراً في منطقة ديالى شمال بغداد، عندما اعتقلته القوات الأمريكية ونقلته إلى مراكز عسكرية في مناطق مختلفة، قبل أن يتم نقله في النهاية إلى أبو غريب، وفقاً للغارديان.
ولفتت الصحيفة الى أن "العجيلي أجبر في السجن على التجرد من ملابسه وترك بدون ملابس لساعات متواصلة، وعلى مدار الشهرين اللذين قضاهما هناك، قام الحراس بضربه ووضع غطاء أسود على رأسه وتركوه لساعات ويداه مقيدتان، مما أدى إلى إبقائه في ظروف الحرمان الحسي وتهديده بالكلاب أثناء الاستجوابات المتكررة"، مستدركة أن "آسريه كانوا على علم بأن العجيلي صحفي فقد حصل على اعتماد إعلامي من القوات الأمريكية، في حين سخر منه حراس أبو غريب وأطلقوا عليه اسم (الجزيرة). ولم يتم إعطاؤه سببًا لاعتقاله".
وأكملت، أنه "بعد مرور عشرين عاماً على تعذيبه في أبو غريب، وبينما يستعد لوصف كل ذلك مرة أخرى في المحكمة، لا يزال العجيلي يجد صعوبة في التحدث عن تجربته، وقال إنه بعد أن غادر أبو غريب، أمضى سنوات خائفاً على نفسه وعائلته، حتى عندما غادر العراق إلى الأردن، ثم قطر، حيث واصل تقديم التقارير لقناة الجزيرة، وفي النهاية وصل إلى السويد حيث حصل على اللجوء ويعمل الآن كمنتج مستقل".