قال ممثل منظمة الأغذية والزراعة "فاو" في العراق، صلاح حاجي، اليوم الأربعاء، إن إنتاج الحنطة العراقية لهذا العام سيكون الأفضل على مستوى ثلاث مواسم ماضية، فيما أكد ان انتاجها سيصل هذا العام لـ 7 مليون طن.
وبحسب تصريح حاجي تابعه "ميل"، إن "الموسم الحالي كان نسبيا مقارنة مع الموسم الماضي خاصة في وسط وشمال العراق أفضل".
وأضاف أن "هذا انعكس على مستويات متعددة من حيث نسبة الأمطار وكمية المياه، وسينعكس مباشرة على إنتاج أحد المحاصيل الاستراتيجية المهم جدا وهو الحنطة".
ولذلك من "المرجح مع الأخذ بعين الاعتبار كافة الجهود الحكومية المتخذة، أن إنتاج الحنطة سيصل لهذا العام إلى 6.5-7 مليون طن".
وبالتالي تكون كمية المحصول "أكثر من حاجة العراق للاستهلاك، ومما متعارف عليه أن الأمن الغذائي المختص بهذه السلعة الأساسية قد حصلها العراق بجدارة"، أشار ممثل منظمة الأغذية والزراعة "فاو" في العراق.
ولفت إلى أن "هنا لابد من تهنئة وزارة الزراعة العراقية والحكومة، على كل الجهود المبذولة للوصول إلى هذا الموسم الأفضل على مستوى ثلاثة مواسم ماضية".
وبين أن "الآن بدأ الحصاد والتوقعات ستتأكد خلال الشهرين القادمين، لكن الواضح من خلال المراقبة الميدانية وما رأيناه عند العديد من المزارعين في أكثر من محافظة، أن وضع المحصول أفضل من العام الماضي وبالتالي ستكون هناك زيادة بالإنتاج".
وتابع، أن "منظمة الأغذية والزراعة تقوم بعدة نشاطات وعلى مستويات مختلفة، منها دعم وتكوين الكفاءات، وهذا يشمل مواضيع أساسية يتفق عليها وتشكل أولوية بالنسبة للعراق".
وأكد حاجي، أن "ما نقوم به من تدريبات على مستوى المحاصيل الأساسية وسلاسل الإنتاج وتطويرها، وتحسين استخدام المياه والأمراض وكل ما يرتبط بهذه الأمور التي تمثل أولوية، يقوم فريقنا المشكل من خبراء من خارج وداخل العراق بتكوين وتدريب بالشراكة مع الفريق الوطني".
وكذلك أن "الدعم المباشر هو جزءا أساسيا يتناول ضمن إطار تطوير سلاسل الإنتاج، بمعنى لا نقرم بالدعم للدعم فقط، ولكن يكون كجزء إساسي من عملية تطوير الإنتاج وتحسينه، وتحسين القيمة المضافة للمنتج للتمكين من تخفيف الكلفة وزيادة فرص المنافسة للمنتج العراقي".
وبين أن "الحديث يشمل إنتاج الحليب وتربية القطاع الحيواني بشكل عام، والأعلاف والتسويق، وكذلك عن الطماطم والنخيل والحنطة، وبالتالي مقاربة المنظمة مع الحكومة تكون على أساس تطوير قطاعات الإنتاج الأساسية، وتطوير الممارسات التي من شأنها زيادة الإنتاجية وزيادة القيمة المضافة للمنتج ليتمكن المزارع من تحقيق دخل أكثر وإيجاد فرص عمل أكثر".
وأردف، أن "جزءا من ما تقوم به (فاو) مع وزارة الموارد المائية والبيئة والزراعة، يتناول ملف المياه والتصحر خصوصا في محافظات الوسط والجنوب، لذلك عندما نتحدث عن التصحر نتحدث عن استعمالات الطاقة والمياه وزيادة إنتاج الغذاء".
واستدرك، أنه "لأول مرة سيكون هناك تطبيقات عملية على مساحات ونماذج واسعة وكبيرة بالشراكة مع وزارتي الموارد المائية والزراعة، لإدخال استعمال تقنيات الطاقة المتجددة، متمثلة بالطاقة الشمسية، لتغطية بعض قنوات الري الأساسية في بعض النقاط التي تم تحديدها، وبالتالي استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج المياه للزراعة والري بالطرق الحديثة".
ومضى حاجي بالقول، إن "هذه نماذج بالإضافة إلى ما نقوم به على مستوى الحد من كلفة استخدام المياه، وهذا مهم جدا وجزاء أساسيا من أسباب التصحر ومن المتغيرات المناخية ونقص المياه الحاد والممارسات الزراعية".
وأكد أن "كل ذلك ضمن إطار التدخلات التي تقوم بها (فاو) في وسط وجنوب العراق بالشراكة مع الوزارات التي ذكرتها والحكومة المحلية، وهذا مهم جدا لأنه عندما نتحدث عن ممارسات
من شأنها أن تخفف من تأثيرات سلبية على البيئة وتزيد من كفاءة استعمال المدخلات الأساسية منها المياه وغيرها لما فيه من زيادة الإنتاج وتأمين فرص عمل وأمن غذائي".
وحول المساحات الزراعية التي يفقدها العراق سنويا، أوضح حاجي، أن "هناك الكثير من الأرقام التي يتم وضعها ويتناولها الإعلام في بعض الأحيان، وهذا ناجم بطبيعة الحال عن أسباب مختلفة؛ منها ما تفضلت فيه بالبداية سؤال عن الأمطار والزراعة والري وإلى ما هنالك".
وطبعا "العراق خامس أكثر دولة تأثرا بالمتغيرات المناخية، إذا ما ضفنا على هذا الموضوع نقص المياه، والعراق بطبيعة الحال يخسر مساحات سنوية من الأراضي الزراعية لكن الجهود الحكومية وخاصة فيما يتعلق بتشجيع ودعم استعمال المرشات ضمن إطار الري والتطبيقات التي نقوم بها مع الشركاء الحكوميين والحكومات المحلية فيما خص زيادة كفاءة استخدام الماء؛ على سبيل المثال، مواضيع متعددة تتناول محصول الحنطة ومحصول الشلب، وغيرها من المحاصيل المهمة جدا بتطبيقات زراعية قمنا بها ونقوم بها وسنقوم بها على نطاق واسع عند المزارعين، يمكن أن توفر إلى حد ما لا يقل عن 30% من المياه التي تستعمل بشكل تقليدي".
وبالتالي، وفق حاجي، هناك "فرصا كبيرة لزيادة أو للحفاظ على المساحات المروية، لكن أن ذلك يتطلب كافة الجهود، ولابد من التنويه بالجهود الحكومية التي شجعت وسهلت مواضيع تتعلق بتحديثات تقنيات الرأي واستعمالاتها، إضافة إلى موضوع دعم الحنطة الذي يعتبر العراق متقدم فيه هو الأعلى في المنطقة".