أبدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، فخرها بعمل الممرضين العراقيين وتفانيهم بإداء مهامهم في اليوم العالمي لعيدهم.
وفي 12 أيار/مايو من كل عام، نحتفل بالمساهمات الرائعة للممرضين والممرضات في العراق والعالم. ومن بينهم مشتاق نجم الدين، ممرض أطفال في مركز أمراض الدم والأورام للأطفال في مستشفى رعاية الأطفال التعليمي، مدينة الطب، بغداد.
ونقلت الصحة العالمية، في تقرير، ترجمه "ميل"، عن ممرض "اسمه مشتاق يعيش في منطقة صغيرة تبعد حوالي 30 كم جنوب بغداد. يتضمن صباحه المبكر الذهاب إلى العمل لمدة ساعتين، وغالبًا ما يكون ذلك على طرق مزدحمة وتشهد اختناقات مرورية في بعض الأحيان، وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فإنه يصل إلى المستشفى كل يوم بابتسامة مشرقة، وعلى استعداد لرعاية المرضى الصغار الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة، وقال مشتاق: "أريد أن أرى الأمل ينعكس في ابتساماتهم عندما ينظرون إلي". "نعم، قد أصل متعبًا، لكن جزءًا من وظيفتي هو أن أظهر لهم أن التعافي ممكن".
وأضاف التقرير إن "عمل مشتاق في مركز أمراض الدم والأورام لدى الأطفال في مستشفى رعاية الأطفال التعليمي في مدينة الطب ببغداد لا يخلو من التحديات. ويواجه الضغوط النفسية والجسدية في مهنته، ويتحمل ساعات طويلة لا يمكن التنبؤ بها ويرى الأطفال وهم يعانون من الألم والانزعاج، قال مشتاق: "أشعر أحيانًا بالإحباط والتوتر، لكن دعم الفريق الطبي الذي أعمل معه يمنحني القوة والعزم للقيام بواجباتي".
وتابع التقرير أن "وصلت إلى المكتب هذا الصباح وقمت على الفور بفحص حالة الطفلة سارة البالغة من العمر 6 سنوات والتي تعاني من سرطان الدم. لقد تركتها نائمة في وقت متأخر من الليلة الماضية بعد أن فحصت حالتها وأعطيتها الدواء"، قال بصوت مثقل بالحزن. "لم أستطع التوقف عن التفكير فيها طوال الليل؛ لدي ابنة في مثل عمرها."
وبين أن "مشتاق، الحاصل على درجة الدكتوراه في تمريض الأطفال، يعتقد أن التعلم المستمر أمر بالغ الأهمية للنجاح في المجال الطبي، تعزز تجاربه اليومية فخره بكونه ممرضًا تلقى تعليمًا جامعيًا، وتسمح له مهاراته بإرسال العائلات إلى المنزل مع أبنائها وبناتها المتعافين. إنه يشعر بالارتياح عندما يرى فرحة العائلات وهم يرون أطفالهم يتعافون ليضحكوا ويتحدثوا معهم براحة مرة أخرى".
وأشار التقرير الى أن "بيوم التمريض العالمي، تسلط منظمة الصحة العالمية في العراق الضوء على قصة مشتاق، التي تؤكد تفانيه الذي لا يتزعزع في مهنته ومرضاه الصغار، وتتوافق تجاربه مع تجارب العديد من الممرضين الحاصلين على تعليم جامعي في العراق والذين يواجهون تحديات مماثلة. قال مشتاق: "مهنتي تتطلب المرونة والقوة والصبر لدعم الأسر في الأوقات الصعبة".
وشدد جورج كي زيربو، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في العراق، على "الدور الحاسم الذي تلعبه الممرضات مثل مشتاق في النظام الصحي"، مشيدًا بـ "تفانيهم الذي لا يتزعزع وعملهم الجماعي، معترفًا بمساهماتهم الكبيرة في دعم الأسر خلال الأوقات السعيدة والصعبة.
وأشار الدكتور كي زيربو إلى أن "منظمة الصحة العالمية تفخر بدعم خدمات التمريض في العراق، مع الاعتراف بدورها الأساسي في الحفاظ على صحة ورفاهية الأجيال القادمة".