أوضح تقرير لصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أن مغادرة بعثة الأمم المتحدة المتواجدة في العراق نهاية شهر آيار الحالي هي خطوة ذات أهمية كبرى للسيادة العراقية ولحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وذكر التقرير الذي نشرته الصحيفة باللغة الانجليزية، وترجمه "ميل"، أن "الدعوة إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق هي جزء من جهد أكبر تبذله بغداد لتغيير صورة العراق وتوجيهه إلى عصر يركز على العلاقات الثنائية العادية مع الدول الأخرى والمؤسسات الدولية".
وقال ريناد منصور، مدير مبادرة العراق في تشاتام هاوس، إن "قشرة السيادة مهمة لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني"، مبينًا أن "بغداد تريد أن تظهر أن هذا ليس هو نفس العراق الذي شهد حربا أهلية أو تمردات أو كل هذا النوع من الصراعات التي مثلت البلاد في السنوات القليلة الماضية، ولكن هذا فصل جديد".
وأضاف إن "لهذا السبب أيضًا تأمل حكومة السوداني في إعادة التفاوض بشأن وجود القوات الدولية الموجودة في العراق كجزء من التحالف المناهض لتنظيم داعش".
وعلاوة على ذلك، تعتقد بغداد أن وجود إشراف خاص من الأمم المتحدة ومسؤولين يقدمون تقارير إلى مجلس الأمن حول ديناميكياتها المحلية المحرجة في كثير من الأحيان يعيق استراتيجيتها.
ولا تخضع البلدان الأخرى، التي لديها مشاكلها الخاصة بالطبع، لمتطلبات إبلاغ مماثلة.
وفي العام الماضي، طلبت بغداد إجراء مراجعة استراتيجية لأنشطة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق كجزء من تمديد ولاية البعثة لمدة عام واحد. وأدى ذلك إلى زيارة المسؤول السابق للأمم المتحدة فولكر بيرثيس إلى العراق في تشرين الثاني/نوفمبر. والتقى بمجموعة واسعة من الجهات الفاعلة في جميع أنحاء البلاد لتقييم أنشطة البعثة ومستقبلها.
وكانت رسالة السوداني في أبريل بمثابة رد على أنشطة المراجعة الاستراتيجية واستنتاجاتها. واعترضت على حقيقة أن بيرتس التقى بمسؤولين وشخصيات من خارج حكومة العراق، بما في ذلك مسؤولي الحزب وأعضاء حكومة إقليم كردستان والمجتمع المدني، وطالبت بجدول زمني أقصر لإغلاق بعثة الأمم المتحدة وإيقاف أنشطتها. أن يقتصر على الوظائف غير السياسية.
وأشار منصور إلى أن "هناك نقاشا كبيرا حول دور بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق أن الجميع لا يتفقون مع الحكومة في بغداد على أن الأنشطة السياسية للبعثة لم تعد هناك حاجة إليها".
وتابع التقرير أن "نهاية ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق لن تعني أن العراق ينهي أنشطة الأمم المتحدة في البلاد بشكل كامل".
وقال منصور إن "هذا جهد رمزي من جانب الحكومة لتقديم البلاد كدولة ذات سيادة ولا تحتاج إلى بعثة أممية، ولا تحتاج إلى عقد إحاطة لمجلس الأمن الدولي كل ثلاثة أشهر".
وقد أعرب بعض أعضاء المجتمع الدولي عن خوفهم من إنهاء المهمة، ولو بلغة دبلوماسية.
وتشكل الولايات المتحدة جهة فاعلة ذات أهمية خاصة لأنها صاحبة القلم فيما يتعلق بالقضايا العراقية في مجلس الأمن، مما يعني أنها تقود المفاوضات وصياغة القرارات. وسيكون هذا مهمًا في الأسابيع المقبلة.