بغداد- ميل
نقلت صحيفة "ذا ناشيونال"، عن دبلوماسيين ومسؤولين أمريكيين، إن الهجوم الصاروخي الذي طال قاعدة "عين الأسد" في العراق الاثنين الماضي، وتسبب بإصابة جنود أمريكيين قد يعرقل مفاوضات انسحاب القوات الأجنبية من العراق، مؤكدين أن هذا الهجوم يتعارض مع مصالح بغداد.
وتعرضت قاعدة عين الأسد الجوية العراقية، التي تديرها القوات العراقية بشكل رئيسي ولكنها تستضيف أيضا قوة كبيرة من القوات الأميركية والأجنبية، لهجوم في وقت متأخر من يوم الاثنين مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن خمسة من أفراد الخدمة في الجيش الأميركي واثنين من المتعاقدين.
وحذرت "الفصائل" مرارا وتكرارا من أنه إذا فشلت الحكومة العراقية في الاتفاق على انسحاب القوات الأميركية، التي تقود جهود التدريب والمشورة الدولية للجيش العراقي، فإن الهجمات سوف تستأنف.
وقال مصدر دبلوماسي لصحيفة "ذا ناشيونال" إن "المهم هو أن مثل هذا الهجوم يتعارض مع مصالح العراق، وخاصة فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن انسحاب القوات الدولية". وقال الدبلوماسي، "ليس من المهم ما إذا كانت الهدنة قد تم خرقها أم لا".
ووافقت "الفصائل العراقية" على هدنة غير رسمية في وقت سابق من هذا العام، والتي ظلت صامدة بشكل عام على الرغم من الهجمات المتقطعة على القوات الأمريكية.
ويأتي الهجوم وسط مخاوف من تصعيد إقليمي أوسع بين إيران ولبنان و"إسرائيل" في أعقاب اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.
وقال الدبلوماسي إن الهجوم قد يكون "ردًا على الضربة الأمريكية ضد قوات الحشد الشعبي في العراق في 30 يوليو/ تموز 2024".
نفذت القوات الأميركية ضربة في العراق زعمت أنها "دفاعا عن النفس" الأسبوع الماضي، وأسفرت الضربة داخل قاعدة جنوب بغداد عن استشهاد أربعة أعضاء من قوات الحشد الشعبي.
وقال مسؤولون أميركيون إن الضربة استهدفت مسلحين تعتقد الولايات المتحدة أنهم كانوا يسعون لإطلاق طائرات بدون طيار ويشكلون تهديدا للقوات الأميركية وقوات التحالف، بحسب الصحيفة.
وقال الدبلوماسي، "نرفض أي هجوم من داخل العراق أو خارجه على القواعد الدولية في العراق". وأضاف الدبلوماسي أن الهجوم الأخير "يمس سيادة العراق ويساهم فقط في تصعيد الوضع الأمني الإقليمي الصعب حاليا".
وقالت بغداد إنها ترفض كل الأعمال "المتهورة" التي تستهدف القواعد العراقية والبعثات الدبلوماسية ومواقع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
كما أعلنت جماعة مسلحة جديدة تطلق على نفسها اسم الثوار مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع يوم الاثنين على قاعدة عين الأسد الجوية. ويقول الخبراء إن العديد من الجماعات الجديدة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات على القوات الأميركية هي ببساطة منظمات واجهة لجماعات أكبر تخضع لعقوبات أميركية، بحسب الصحيفة.
وبين الدبلوماسي إن الدبلوماسيين المقيمين في العاصمة العراقية تلقوا "تطمينات متكررة بشأن الحماية من قبل الحكومة العراقية، وفي هذه المرحلة ليس لدينا أي سبب للشك في ذلك"، وفقا للصحيفة.