عاد إلى بغداد صباح اليوم الاثنين، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد زيارة سريعة إلى طهران التقى فيها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونائب الرئيس محمد مخبر، ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) محمد باقر قاليباف.
وكان من المقرر أن يلتقي الكاظمي المرشد الأعلى علي الخامنئي في اليوم التالي للزيارة كما تحدثت مصادر قريبة من الأول، لكن ذلك لم يحصل.
عدم حدوث اللقاء، فتح الباب واسعا، أمام سؤال عن العلاقة التي يحظى بها الكاظمي مع القيادة الإيرانية في ظل إصرار داخل الوسط السياسي العراقي، على أن الزيارة هذه هدفها الأول اختبار نوايا إيران فما يتعلق بدعم طموح الكاظمي لولاية حكومية جديدة بعد الانتخابات المقررة في العاشر من تشرين المقبل.
ويعتقد الكثير داخل الأوساط السياسية الشيعية بأن عدم استقبال الخامنئي للكاظمي يعكس أو يؤكد "غضب إيراني" سببه إهمال الكاظمي للتحقيق الخاص بقضية الغارة الأمريكية التي استهدفت قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، يستند هذا الطرح إلى أن اللقاء السابق بين الخامنئي والكاظمي، شهد تأكيد الأول وبشكل واضح على كون "حادثة المطار" قضية جوهرية بالنسبة لإيران، وهذا ما أكده أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني أمس لدى لقائه الكاظمي عندما قال إن "متابعة قضية إغتيال قادة النصر مازالت على رأٍ مطالب الشعبين الإيراني والعراقي"، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام تتبع فصائل عراقية مقربة من إيران، حيث لم يتم الإشارة إلى هذا اللقاء في بيانات المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء كما حصل مع لقاء رئيسي ومخبر وقاليباف.
ورغم نجاح الكاظمي في عقد لقاءات جانبية بين كل من إيران والسعودية ببغداد وهو أمر لم يحدث في السابق، وكون هذه النقطة كانت تحظى بترحيب إيراني، إلا أن الكاظمي وكما يبدو لن يحظى بأي دعم من إيران المؤثرة في القرار السياسي العراقي، وهذه النتيجة ليست مفاجئة إذ جرى الحديث عنها فور فوز رئيسي القيادي في معسكر المحافظين برئاسة إيران حيث يتوقع بعد عودة المحسوبين على تيار الثورة إلى قيادة الدفة خلفا للإصلاحيين، أن تتغير أوجه الدعم وهذا يعني أن تسعى طهران لشخصية خلفا للكاظمي الذي يعتقده الكثيرون بأنه قريب بتوجهاته من المعسكر الأمريكي والخليج.