تتسارع تحضيرات تعداد السكان في العراق لعام 2024، الذي يُعد بمثابة نافذة جديدة يُستخدم فيها أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لتصميم استراتيجية تُركز على دقة المعلومات وشمولية البيانات.
ومن المؤمل أن يشهد العراق تفاعلًا مجتمعيًا غير مسبوق، حيث سيتم إشراك المواطنين في هذه العملية الحيوية ليكونوا جزءًا من تشكيل مستقبلهم.
فالتعداد لن يكون مجرد أرقام، بل سيمثل أملًا وتحديًا، يدعو الجميع للمشاركة وكل رقم سيسهم في بناء صورة أعمق عن العراق، تسهم في تلبية متطلبات شعبه وتساعد على إعداد خطط تطوير ناجحة بناء على قاعدة البيانات التي سيوفرها.
وفق ذلك أكدت وزارة الداخلية، أن "التعداد سيوفر معلومات مهمة عن العراق"، حيث قال وكيل الوزارة الفريق الركن عادل عباس في مؤتمر صحفي عقد في بغداد وحضره مراسل "ميل"، "وضعنا الخطط الكفيلة لاجراء هذا التعداد السكاني".
وأضاف عباس، أن "التعداد السكاني هو ما تسعى اليه الحكومة لمعرفة معلومات حقيقية".
أما المتحدث باسم الوزارة مقداد ميري قال في المؤتمر الذي حضره "ميل"، إن "اللجنة الأمنية العليا ستؤمن التعداد السكاني والفرق الجوالة"، لافتا إلى أن "حظر التجوال تبدأ في منتصف ليلة 20 في 12 الساعة 12 ليلا ويستمر من ليلة 21 في الساعة 12 في عموم العراق".
وأكد ميري، أن "هذه الإجراءات تصب في إنجاح التعداد السكاني"، موضحا أن "الاستثناءات ستكون للمخولين فقط من هيئة الاعلام والاتصالات، والغاية ليست شل الحركة وإنما الموضوع يتعلق بخطط مستقبلية للبلد".
ولفت ميري إلى أن "حركة الطائرات والتبادل التجاري ستكون مفتوحة أمام الجميع".
من جهته، قال رئيس هيئة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية ضياء عواد كاظم في المؤتمر الذي حضره "ميل"، إن "الجهات الأمنية أمنت عملية التعداد"، داعيا الأسر العراقية إلى "ضرورة البقاء في منازلها هذه الفترة والتعاون مع العدادين".
ولفت كاظم بالقول، "بعد 3 ايام ستنزل الفرق الجوالة لجمع معلومات أولية عن السكان".
ومن جهته أوضح المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، أن "مشروع التعداد الالكتروني كان تحديا كبيرا، حيث نتحدث عن مركز اتصالات وغرفة عمليات وجيش كبير من العدادين".
وتابع الهنداوي، "نحن أمام حدث تاريخي كبير كل دول العام تستعد للتعداد"، مبينا أن "حضر التجوال يمثل حالة هدوء من أجل انجاح التعداد".
من خلال جمع البيانات الدقيقة والشاملة، سيكون بإمكان صناع القرار وضع استراتيجيات فعالة تعزز من التنمية المستدامة وتحقق العدالة الاجتماعية، كما يُعزز التعداد مشاركة المجتمع، مما يمهد الطريق لوعي أكبر بأهمية البيانات في تشكيل السياسات.
ويعد تعداد 2024 فرصة تاريخية لإعادة تعريف الهوية الوطنية وتعزيز اللحمة الاجتماعية، وتطوير البلد على أسس قوية من المعرفة والتعاون.