شكّك رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، بالإجراءات الحكومية التي اتُبعت مع متظاهري التيار الصدري الذين اقتحموا المنطقة الخضراء في بغداد الأسبوع الماضي، وفيما فنّد "ادعاءات" رافقت إعلان الإطار التنسيقي عن ترشيح النائب الحالي والوزير السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، أبدى ثقته بأن السوداني "مستقل" ولم يكن مرشح رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
وقال الحكيم في حوار متلفز بثّته محطّة "BBC"، وتابعه "ميل"، إن "الجميع يعرف بأن السوداني أخذ منحى مستقلاً منذ فترات طويلة، ودخل عدة عمليات انتخابية مع قيادات أخرى أو بشكل مستقل، وبالتالي فقد أصبح له واقع مستقل عن المالكي ولم يكن مرشح دولة القانون"، لافتاً إلى أن السوداني "وضع اسمه ضمن قائمة مرشحين، ومن ثم اتفقت أطراف الإطار التنسيقي عليه، وهو ما يعني بأنه مرشح الإطار بأكمله وليس المالكي".
وفيما يتعلّق بالحديث المتداول عن تدخل إيران بترشيح السوداني، أكد الحكيم أن "كل مراقب منصف يذعن بأن هذه أول مرحلة انتخابية، كان تأثير الأطراف الدولية فيها أقل بكثر من السابق"، نافياً إجراء قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني زيارة إلى بغداد بالتزامن مع تظاهرات التيار الصدري واقتحام أنصاره المنطقة الخضراء.
وأكمل الحكيم: "حين تُرشح شخصية بمواصفات منطقية وبالإجماع، ويتبعها خروج تظاهرة من شخصيات محترمة، فإن ذلك لا يفرض على الإطار تغيير مرشحه"، معززاً كلامه بالقول: "من الممكن أن تخرج تظاهرات أخرى وتعترض على أي مرشح يقدمه الإطار، وبالتالي ليس من المنطقي تغيير الترشيحات والمواقف بسبب تظاهرات أو وجهات نظر".
وفيما يخصّ اقتحام المتظاهرين الصدريين للمنطقة الخضراء "بسهولة ووقت قياسي"، يرى الحكيم أن "هناك فرقة كاملة مخصصة لحماية المنطقة الدولية (الخضراء)، والعدد الذي توافد كان محدوداً ولم يواجه بإجراءات أمنية، مما أوحى بأن هناك تساهلاً حصل مع المتظاهرين وسُمح لهم بالدخول".
وتابع أن "الفترة التي تلت إعلان نتائج الانتخابات، شهدت احتجاجات لقوى قريبة من الإطار التنسيقي على بوابات الخضراء، وكانت الحكومة آنذاك تتعامل بحزم وجدية كبيرة، ووفّرت إمكانيات عسكرية ولوجستية كبيرة لمنع المتظاهرين من دخول الخضراء"، مستدركاً بالقول: "كنا نتمنى أن يحدث نفس هذا التعامل مع أية محاولات أخرى لأية مجموعات متظاهرة تحاول اقتحام الخضراء".