ردّ المعمم جلال الدين الصغير، اليوم الاحد، على منتقديه وبعض من وصفهم بـ"أبناء السفارة والرفيقات والتكفيريين"، بقوله أنا جلدي "مدبغ" من حملات التسقيط.
أدناه كلمة الصغير:
في الأسبوع الماضي كنت قد أشرت إلى أن قتال الشيعة -وأقصد عموم الشيعة وليس في بلد محدد- وإلى أننا انتهينا من حرب الوكالات والآن أمامنا حرب الاستكبار مباشرة، فاليوم أمريكا متصدية مباشرةً وإسرائيل متصدية أيضاً، وإيران متصدية لهؤلاء وكذلك اليمن ولبنان، فيمكن أن أقول أن حرب الوكالة تقريباً تكاد أن تتلاشى، وقد أشارت منصة أكسيوس إلى أن السعودية وقطر والإمارات قد طالبوا أمريكا بعدم الوصول إلى نزاع مسلح مع الجمهورية الإسلامية، وهذه المطالبة كانت معكوسة تماماً (في السابق)، وبشكل طبيعي الجيوش الالكترونية، الذين طبلوا خلال هذه الفترة.. استغربوا (من قولي إننا هزمنا السعودية والإمارات)، وأنا “يعني” الحمد لله جلدي “مدبغ” من نتيجة حملات التسقيط (لاسيما) خلال هذا الأسبوع.
واسمحوا لي أن أقول لهم والله أنتم أغبياء تريدون تسقيطي في جو وفي بيئة هي لكم، فلن تزيدوا شيئاً، وكل ما سيحدث أنكم ستضيفون لي الناس الذين يكرهونكم ولا يقبلون بكم، وأنا أشهد هذه الحالة الآن فمن كان مضللاً الآن لا يهتم بما يقولون وينضم إلينا.
لكن هناك بعض الجهلة -من خلال بعض التعليقات التي رأيتها- يقولون متى قاتلنا هؤلاء حتى نهزمهم؟ وتساءل هؤلاء المعلقون.. “هل هزمنا تلك الدول بالكهرباء” وهذا المنطق الذي يتكرر دائماً.. وأنا أريد أن أسأل، في أحداث الفوضى الخلاقة التي كانت برنامجاً أمريكياً وبسببها كان ينفجر يومياً في العراق ما لا يقل عن 1000 عبوة، تنفجر بالناس والحسينيات والأسواق والمساجد خلال سنين 2004 و2005 و2006 إلى 2007، مئات المفخخات يومياً وصواريخ حدث ولا حرج وقذائف حدث ولا حرج، ذبح وتهجير، من كان ينفذها وبأيادي من؟ و5 آلاف “ضيف” التي أرسلتهم السعودية ليتناولوا الغداء مع رسول الله على أشلائنا وعلى أجسامنا من أين أتى هؤلاء؟ وأموال الإمارات التي مولت المجاميع التي أتت من جهة تركيا ومن جهة طرابلس وما إلى ذلك، وداعش نفسها كيف أتت ومَن الذي مولها ودعمها، داعش كيف جاءت؟ من الهواء مثلاً؟ مَن الذي مولها؟ من الذي يدعمها؟ هي هذه الدول اللي يسمونها الآن بالحضن العربي.
وإن رأيتم هذه الدول هادئة اليوم، فهي “مجبر أخاك لا بطل أو راغب”، فقد رأوا أن الباب موصد لأنه بالفعل هزمناهم، والشيء الذي فعلناه مع داعش هو أمثولة لما حدث مع الأمريكيين، فداعش مشروع أمريكا، والفوضى الخلاقة هي مشروع أمريكا، والقاعدة مشروع السعودية وأمريكا، أما عندما تسألون عن الكهرباء والماء وهذه الأسطوانة الموجودة، فمن الذي يمنعها عنكم؟ ادخلوا في كواليس السياسة وشاهدوا الدور الأمريكي في أن لا يُسمح للعراق بأن يتقدم في البنية التحتية الشيء الكثير، وما يجري الآن هو في الكثير من الأحيان بضرائب وتكاليف كبيرة جداً بسبب الممانعة.. “أميركا ما يصرفلها”.
ومن يطلب البحث الجاد فهناك كتاب يسمى “الاغتيال الاقتصادي للأمم” للكاتب الأمريكي بيركنز، اقرأوه وافهموا طبيعة التدابير التي دبرت في الكثير من الدول، والعراق ليس استثناءً، واللطيف هنا أن هناك مجموعة روجت لما قالوا إنه قانون الكونغرس بتحرير العراق من إيران الذي ذكرته سابقاً رغم أني ذكرت أنه كذبة وعملية تهريج لا أصل لها، لكنهم قالوا إني قلت بأن هذا القانون هو من علامات الظهور وعلامات آخر الزمان، وأنا أستغرب ما حاجتهم للكذب؟ رغم أنهم في الغالب مجرد كومبيوترات وبرامج لا أناس حقيقيون، لكن لماذا لا تسألونهم متى وأين قال الشيخ ذلك؟
إلى أولاد السفارات وأولاد الرفيقات والتكفيريين، قولوا ما تريدون قوله.. انسوا أن يعود العراق لكم فهذه “قطنة وشيلوها من أذنكم”.. لن ترجعوا بأي شكل من الأشكال، وإن أردتم أن تكذبوا فهو ليس بأسلوب جديد بل استخدم مع رسول الله وأمير المؤمنين، وتاريخنا كله يحكي طبيعة الأكاذيب التي مررت علينا، وشبابنا ومثقفونا ومفكرونا وعلماؤنا والنخبة الواعية يجب عليها أن تتصدى للكذب، واليوم صار لدى الكل القابلية على رد الأكاذيب.
القضية لا تخص جلال الصغير أو غيره، فسابقاً هاجموا سيد حسن رحمة الله عليه وسيد هاشم والسيد الخامنئي والشيخ عبد المهدي والسيد السيستاني والسيد محمد رضا (السيستاني)، ولم يبقوا جهة علمائية محترمة لدى الناس إلا وحاولوا قطع الطريق بينها وبين الناس، لكن الناس صاروا أكثر وعياً.
والإعلام بيئة فيها أكاذيب كثيرة، وصارت لدينا أمثلة من قبيل الأخبار فيسبوكية، أو ما يعبر عنها بـ “أخبار الطشة” وما إلى ذلك من مصطلحات اللهجة العراقية الجديدة، لكن القدر المتيقن أنا أعود وأهيب بأحبابنا والذين لديهم غيرة على المذهب الذين كنت قد طالبتهم أن يمسكوا كيبورداتهم أو آيباداتهم أو تليفوناتهم ويتطوعوا للدفاع وتبيان الحقيقة والدفاع عن الحق لا عن الأشخاص، طبعاً هؤلاء الأغبياء باعتبار جاءت فترة الانتخابات، يريدون أن يسقطونني، ظناً منهم أن لدي مشروعاً انتخابياً وأنا أقول لهم اطمئنوا، أنا لا أدخل الانتخابات ولا قريب من الانتخابات، وإن أردتم أن تستمروا بالسباب والشتائم والتسقيط على بركة الله".