في خطوة غير تقليدية أدهشت الجميع، لجأ ميكيل أرتيتا، مدرب آرسنال، إلى استخدام حيلة غريبة وغير مسبوقة لاختبار يقظة لاعبيه وجاهزيتهم في مواجهة الخصوم.
هذه الخدعة جرت قبل مواجهة سابقة لفريقه ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، المباراة التي انتهت بفوز آرسنال بنتيجة 3-1 على ملعب الإمارات.
الهدف من هذه التجربة كان إيصال رسالة قوية للاعبي آرسنال، مفادها أن العقلية المطلوبة لتحقيق النجاح والفوز هي الاستعداد المستمر والانتباه للتفاصيل الصغيرة.
كيف بدأت الخدعة؟
في مساء أحد الأيام، وقبل المواجهة المهمة ضد ليفربول، اجتمع أرتيتا ولاعبيه على مائدة العشاء. لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن هذا الاجتماع لم يكن مجرد مناسبة لتناول الطعام وتبادل الأحاديث، بل كان جزءًا من خطة مدروسة لكشف مدى يقظة اللاعبين. فقد اعتمد أرتيتا على على أشخاص يلعبون دور اللصوص لإجراء هذا الاختبار غير الاعتيادي.
كانت مهمة اللصوص واضحة وبسيطة: التسلل بين اللاعبين أثناء جلوسهم على الطاولة وسرقة مقتنياتهم الشخصية مثل الهواتف المحمولة ومحافظ النقود والمفاتيح دون أن يشعروا. الهدف كان أن يتعرف أرتيتا على مدى قدرة لاعبيه على الانتباه والحذر في بيئة آمنة نسبيًا، وبالتالي استنتاج مدى استعدادهم لمواجهة الخصوم في بيئة أكثر تعقيدًا وضغوطًا مثل ملعب كرة القدم.
المفاجأة الكبرى
مع اقتراب نهاية الوجبة، نهض أرتيتا وتوجه إلى اللاعبين بسؤال مفاجئ: "هل فقد أحد هاتفه؟". وبعد ذلك، أخرج حقيبة كبيرة مليئة بالأغراض المسروقة، ثم استمر في توجيه المزيد من الأسئلة مثل: "هل فقد أحدكم مفتاح غرفته؟". الصدمة كانت واضحة على وجوه اللاعبين، حيث اكتشف الكثيرون منهم أنهم فقدوا مقتنياتهم دون أن يلاحظوا حتى ذلك.
الموقف جعل اللاعبين يدركون حجم التجربة التي مروا بها دون علمهم.
أراد أرتيتا من خلال هذه التجربة غير المألوفة أن يوضح لهم أن ما تعرضوا له على مائدة العشاء يمكن أن يحدث على أرض الملعب، ولكن بأشكال أخرى. فهو أراد أن يشدد على أهمية اليقظة المستمرة، والقدرة على التكيف مع المواقف المفاجئة، وألا يتجاهلوا التفاصيل الصغيرة التي قد تكون مفتاح الفوز في النهاية. فكما أن اللصوص نجحوا في سرقتهم دون أن يشعر أحد، قد يتمكن الخصم من استغلال فرصة بسيطة ليحقق تفوقًا على أرض الملعب إذا لم يكن الفريق جاهزًا ومستعدًا دائمًا.
الرسالة وراء الخدعة
الرسالة التي أراد أرتيتا إيصالها للاعبيه واضحة جدًا: "لا تدعوا أنفسكم تنخدعون". فهو يعلم أن ليفربول فريق قوي يعتمد على الهجمات المرتدة السريعة واستغلال المساحات الصغيرة. ومن هنا جاءت الفكرة بأن التحضير النفسي والعقلي للمباراة لا يقل أهمية عن التحضير البدني. أراد أرتيتا أن يضع لاعبيه في موقف يجبرهم على التفكير بطرق غير تقليدية، حيث يتطلب منهم الأمر أن يكونوا دائمًا مستعدين لأي مفاجأة.
كيف تتجنب الفخ؟
الدرس الأساسي الذي يمكن استخلاصه من هذه الحيلة هو ضرورة البقاء في حالة يقظة وانتباه دائم. سواء كنت لاعبًا في فريق كرة قدم أو تعمل في أي مجال آخر، الفشل في الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة يمكن أن يكلفك الكثير. من هنا، يجب أن تسعى دائمًا إلى تحسين قدراتك العقلية والنفسية لتكون جاهزًا للتعامل مع أي تحديات مفاجئة.
ما فعله أرتيتا ليس مجرد تدريب عادي، بل هو استراتيجية ذكية لتطوير مهارات فريقه في التفكير السريع والتكيف مع الظروف غير المتوقعة.