بغداد- ميل
نشرت جريدة "واشنطن بوست" مقالا لكل من جيف شتين وديفيد ستيرن كشف فيه الكاتبان عن أسوأ سيناريوهات تطور الصراع في أوكرانيا.
وجاء في المقال أن الغرب يفكر في أسوأ الخيارات لتطور الصراع في أوكرانيا، حيث قد تجد الحكومة الأوكرانية نفسها دون احتياطيات دولية لدفع ثمن الواردات الحرجة وتصبح بذلك غير قادرة على الوفاء بالتزامات الديون الخارجية، وهو سيناريو "يوم القيامة" المعروف باسم أزمة ميزان المدفوعات.
إضافة إلى ذلك، ووفقا للصحفيين، فإن الهجرة الجماعية للأوكرانيين إلى الخارج ستؤدي إلى خروج أموال كبيرة من البلاد، وهو ما يهدد بانهيار العملة الوطنية. كما أن الاقتصاد الأوكراني قد ينكمش العام المقبل بنسبة 5%، وذهب رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال إلى توقع 9% العام المقبل، علاوة على الانخفاض الحالي بنسبة 33%.
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بشكل جماعي قد تعهدوا بإرسال أكثر من 30 مليار دولار إلى أوكرانيا العام المقبل، رغم أنه في الواقع لم تتم الموافقة على أي من هذه الأموال في بروكسل أو واشنطن. وبسبب أن بعض المساعدات الموعودة كانت بطيئة في الظهور هذا العام، فقد اضطرت كييف إلى طباعة النقود وخفض قيمة عملتها لضمان بقاء اقتصادها تنافسيا، الأمر الذي ساهم في ارتفاع التضخم في البلاد لأكثر من 20%.
لكن المساعدات، حتى لو ظهرت، فإنها تهدف إلى إبقاء البلاد على قدميها يوما وراء يوم، هذا مع الوضع في الاعتبار أن مئات المليارات لإعادة الإعمار لم تبدأ في الظهور بعد.
وقد قدر مسؤولو الأمم المتحدة، سبتمبر الماضي، أن هناك ما يقرب من 18 مليون مواطن أوكراني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مع اقتراب البلاد من حافة الهاوية المالية، حتى فكر بعض مستشاري زيلينسكي في الأسابيع الأخيرة في مطالبة الحكومات الغربية بتمويل مدفوعات نقدية مباشرة للمواطنين الأوكرانيين، وفقا لما ذكره شخصان مطلعان على المحادثات الداخلية.
كذلك حذر البنك الدولي من أن الفقر قد ينفجر إلى عشر أضعافه، ومن المرجح أن ترتفع معدلات البطالة، التي تقترب بالفعل من 30%.
وخلص الباحثان إلى أن "أوكرانيا قد تحتاج إلى ملياري دولار أخرى شهريا، حيث بدأ القادة السياسيون في الغرب بمحاولة إعداد المواطنين لأسوأ السيناريوهات".
وكان الجيش الروسي قد شن هجمات صاروخية على صناعات الطاقة والدفاع والقيادة العسكرية ومنشآت الاتصالات في جميع أنحاء أوكرانيا عقب الهجوم الإرهابي على جسر القرم مطلع أكتوبر الماضي، اضطلع به النظام في كييف. ومنذ ذلك الحين تم الإعلان عن إنذارات الغارات الجوية في المناطق الأوكرانية كل يوم، وأحيانا في جميع أنحاء البلاد.
ووفقا للسلطات الأوكرانية، فقد تم بالفعل إيقاف تشغيل ما يقرب من نصف البنية التحتية للطاقة في البلاد بما في ذلك محطات الطاقة الحرارية ومحطات الطاقة النووية، و45 محطة فرعية من مختلف الفئات، و87 خط طاقة عالي الجهد، ولم يتبق عمليا منشأة طاقة واحدة في البلاد لم يتم مهاجمته.