بغداد- ميل
كتبت صحيفة" ناشينونال"، اليوم الأربعاء، أن العراق سيحتفظ بدور الوسيط الاقليمي تحت قيادة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، ترجمه "ميل" إن "من المتوقع أن يحتفظ العراق بدور الوسيط الإقليمي في عام 2023، حيث تتولى الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني السلطة وسط حالة من التوترات الإقليمية".
وأضافت الصحيفة، إن " بغداد استضافت عدة جولات من المحادثات بين السعودية وإيران على مدى العامين الماضيين، بطلب من مسؤولين في العاصمة، الغرض منه إجراء المزيد من المفاوضات بين الطرفين".
وقال مدير مبادرة العراق في "تشاتام هاوس" بلندن ،ريناد منصور، إن "الناس ينتظرون ليروا الدور الذي ستتخذه حكومة السوداني"، مشيراََ الى أن "خلال فترة حكم رئيس الوزراء حيدر العبادي، تحسنت علاقات بغداد مع الخليج بشكل سريع".
وأضاف منصور، أن "بغداد سعت في السنوات الأخيرة، إلى إنعاش اقتصادها وحشد الدعم لإعادة الإعمار التي تشتد الحاجة إليها وتحسين الخدمات العامة بعد عقود من العقوبات والصراع"، مبيناََ أن "ساعد تواصل العراق مع دول الخليج في التطورات بما في ذلك تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية ، مما أدى إلى اجتماعات دبلوماسية رفيعة المستوى في بغداد والرياض لأول مرة منذ عقود".
فيما أعتبر سجاد رحيم، عضو في مؤسسة القرن الأمريكية، أن "العراق سيواصل القيام بدور الوسيط ومكانًا للمحادثات والمشاركة النشطة في أي حوار بسبب موقعه في المنطقة".
وقال رحيم، إن "بغداد تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف، وهي قادرة على ربط الدول التي لا تربطها علاقات جيدة بشكل مباشر ولها مصالح جيوسياسية لدول كبرى مثل تركيا وإيران والولايات المتحدة".
ومن جانبه أشار، "مايكل نايتس" خبير بالشأن العراقي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الى أن "أول رحلات السوداني في الخارج كانت إلى إيران والكويت والأردن ،ولم يزور بعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية"، موضحاََ، أن "هذا سيرسل رسالة إلى دول الخليج حول تغيير أولوياته".
وأوضح نايتس، أن خطوت السوداني "ستبدو العلاقة العراقية الخليجية دافئة من الخارج لكنها ستكون بحاجة إلى الاتصال الشخصي الذي يزيد من حفاوة التقارب بالمفاوضات".
وبين أن "المحادثات التي بدأت بين الرياض وطهران في العاصمة العراقية في نيسان 2021، والتي اعتبرت انفراجة من شأنها تخفيف التوترات الإقليمية، ستواصل حكومة السوداني، بتسهيل الحوار بالمنطقة".
ومع ذلك ، يعتقد السيد نايتس أن "المحادثات كان لها تأثير ضئيل للغاية في تخفيف التوترات في وقت سابق، وهذا قد يتغير مع تحركات السوداني".
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في وقت سابق من شهر تشرين الثاني إن "الحكومة الجديدة ستواصل الضغط من أجل المفاوضات لنزع فتيل التوترات بين إيران والسعودية".
وأضاف حسين، أن "هناك رغبة من كلا البلدين [السعودية وإيران] لمواصلة الحوار". "هناك بعض القضايا المعلقة."
واشار حسين ، الى إن "بإمكان بغداد التحدث بسهولة إلى المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين، في ضوء العلاقات التاريخية الجيدة التي تتمتع بها البلاد مع الجانبين".
وأكد أن "إيجاد حلول دائمة لنزاعات الشرق الأوسط ، مثل القضية الفلسطينية ، والأوضاع في اليمن وليبيا ، أمر أساسي لإرساء الأمن الإقليمي".